الجزء العاشر : سلسلة علو الهمة…علو همة القادة
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
0
الجزء العاشرمن سلسلة علو الهمة .. ( علو همة القادة ) .. أسأل الله أن يعيد للإسلام عزته وينصره على أعداءه
وأنا أقلّب وريقات كتابي الحبيب
0
( صلاح الأمة في علو الهمة )
0
أحترت ماذا أختار!
قادة عظام..كل عمل لهم يسجّل بمداد من ذهب!
ولكن سأدع الإختيار لأناملي لتخط لكم بضع أسطر عن اثنين من عظماء المسلمين
خالد ابن الوليد.. و.. محمد الفاتح..
0
فــقء العيون…والجسر اللحمي !
0
سار خالد إلى الأنبار في جيش، وعلى مقدمته الأقرع بن حابس ، وكان من شجعان البادية، فلما بلغها طاف بها، فرأى أهلها قد تحصنوا بها، وخندقوا عليها خندقا عميقا عريضا، وأشرفوا من حصونهم فأنشب خالدا القتال، وكان قليل الصبر عنه، وتقدمّ إلى رماته، فأوصاهم قائلا:
“إني أرى أقواما لا علم بالحرب، فأرموا أعينهم، لا توخوا غيرها، فأرموا رشقا واحدا، ثم تابعوا “.
وانطلقت السهام دفعة واحدة ولها أزيز، فأصابت مراميها، ثم تتابع الرمي، فأصيبت الرماة من العدو الذين كانوا فوق جدران الحصن بكارثة، إذ فقأت سهام المسلمين منهم ألف عين، ولذلك سميّت موقعة الأنبار( ذات العيون ).
وأضطرب أهل الحصون، وماجوا متصايحين:
ذهبت عيون أهل الأنبار!!
وراسل مرزبان الأنبار (شيرا زاد الفارسي ) خالدا بشروطه التي رفضها خالد ، وقرر خالد أن يردم الخندق الذي يعوق بينه وبين دخول الأنبار..
ولكن بماذا ردمه ؟
0
أمر خالد أن ينحر المسلمون الإبل الهزيلة العجاف، ويقذفوا بها في نقط الخندق الضيقة حتى تطمرها، فإذا طمرتها، عبر الجيش على الجمال المنحورة، ونجحت الحيلة، واستقام الجسر اللحمي، وعبر عليه الجيش مشاة وركبانا إلى أبواب الأنبار، واستسلمت الأنبار لخالد !
0
نعم الإسلام رفع من شأن العرب، وقد كانوا قبله حفاة عراة رعاة، لا شأن لهم في الأرض، ولا ذكر لهم في السماء، أذلهم الفرس، حتى إن سابور الثاني والملقب بذي الأكتاف كان يقوم بتعذيب الأسرى العرب فيقتلهم بنزع أكتافهم، فنزع أكتاف خمسين ألف عربي من تميم وبكر بن وائل، حتى قالت عجوز عربية :
” إن لهذا قصاصا ولو بعد حين “.
الفرس الذين كانوا أشجع وأشد بأسا من العرب، بجيشهم الكبير والذي يقوده ألمع وأمهر قادة الفرس..
يذلهم خالد ويقتلهم ويأسرهم…حتى صار ذكره يقض مضاجع الفرس..
رحمك الله ياخالد..ياسيفا من سيوف الله سلّت على أعدائه
حين تسير السفن على اليابسة..وخطة أدهشت التاريخ!
0
السلطان محمد الفاتح
حطّم ما ألفه الناس، وأبتدع طريقة لم تخطر على بال أحد!
كان المسلمون بقيادة السلطان محمد الفاتح يعسكرون أمام دولة القسطنطينية ، ولكن دخول حصون القسطنطينية صعب على المسلمين بسبب وجود خليج القسطنطنية الذي يفصل بين معسكر المسلمين وبين دخول دولة القسطنطينية والذي قد أغلقه القسطنطينيون بالسلاسل الضخمة، وبالتالي لن تتمكن سفن المسلمين من عبور الخليج..
ولكن فوجئ المدافعون عن القسطنطينية بأمر لم يكن يخطر لهم على بال أحد أبدا!!
ففي الثالث عشر من ربيع الآخر كانت حوالي ثمانين سفينة حربية عثمانية تتمركز داخل مياه خليج القسطنطينية، وظنّ قسطنطين وقادته أن العثمانيين قد نجحوا في تحطيم السلاسل الحديدية، التي كانوا التي كانوا قد أغلقوا بواسطتها مخرج الخليج لمنع أي سفينة عثمانية من العبور، ولكن سرعان ما جائتهم الأنباء تؤكد سلامة السلاسل، فتملكتهم الدهشة، وانعقدت ألسنتهم من العجب..
حتى أنهم نسبوا وجود السفن العثمانية داخل الخليج إلى معجزة وهمية!
كانت الطريقة التي اتبعت في تنفيذ تلك الفكرة العبقرية ، تعتمد على :
رصّ الآلاف من جذوع الأشجار الضخمة في صفوف منتظمة على طول الطريق الفاصل بين المسلمين وبين خليج قسطنطين، وسكب أطنان من الدهن والزيت فوقها، لتسهيل عملية انزلاق السفن فوق الجسر الخشبي، وشارك بضعة آلاف جندي مسلم في عمليات سحب السفن فوق الجسر ، وأوكل إلى مجموعات أخرى مهمة ربط السفن من جميع جوانبها بحبال متينة، لضمان توازنها أثناء سحبها فإذا مالت اثناء الطريق إلى جهة ، سارع الممسكون بالحبال من الجهة المعاكسة بشد حبالهم، فتستوي السفينة من جديد. تمكن المسلمون في ليلة واحدة من نقل ثمانين سفينة، حتى إذا وصلوا إلى هدفهم، أنزلوها في مياه الخليج، وأمتطوها بينما أصواتهم تهدر بالتكبير!
0
أنعم به من فاتح أصر على أن تمخر سفنه عباب الأرض لمسافة تزيد على ستة أو ثمانية اميال، تماما كما تمخر السفن عباب الماء!
0
واستمر السلطان محمد طوال يومي الحادي عشر والثاني عشر من ربيع الآخر، بقصف السفن الحربية البيزنطينية المتواجدة في الخليج، بغية جعلها في حالة من الخراب، لا تستطيع معه التصدي للسفن العثمانية عندما يتم إنزالها إلى مياه الخليج، كما قام بنفس الوقت بقصف أسوار القسطنطينية بكثافة، وذلك بغية إشعال البيزنطينيين طوال الوقت الذي يقوم في أثنائه بسحب السفن عبر الطريق البري إلى مياه الخليج، وأمر السلطان، بإستعمال مدافع من إختراعه، أطلق عليها (مدافع الهاون)، استعملها في قصف السفن.
وصحت أوروبا النصرانية من غفلتها، وأرسل ملك المجر إلى محمد الفاتح:
أن نصارى المجر، سيكونون إلى جانب أبناء دينهم ( نصارى القسطنطينية )!
فلم يردّ محمد الفاتح إلا بأن أخذ ، موفده إلى مواقع المدافع العثمانية، وأشار إليها قائلا :
قل لسيدك..هذا هو جوابي!
وتم فتح القسطنطينية في معركة ضارية، أسودها المسلمين !
وفتح السلطان محمد القسطنطينية وعمره لم يتجاوز الثالثة والعشرين من عمره!
وحوّل كنيسة آيا صوفيا أشهر كنائس القسطنطينية ..إلى مسجد محمد الفاتح بإستانبول!
0
كنيسة أيا صوفيا بتركيا
0
أسوار القسطنطينية القديمة لا تزال إلى يومنا هذا!
0
وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم:
( لتفتحنّ القسطنطينية، فلنعم الأمير أميرها ولنعم الجيش جيشها)
0
0
تشرق وتتلألأ في سماء الإسلام، أسماء قادة غيّروا وجه التاريخ..
كان الرجل منهم أمّة..لا بألف..بل والله أمّة..
قادوا جيوش الإسلام في معارك أغرب من الخيال..
فلله درّ خالد بن الوليد..ولله درّ أبي عبيدة..وسعد بن أبي وقّاص..
والمثنّى بن حارثة..وعمرو بن العاص..والقعقاع بن عمرو..ومحمد الفاتح..
وعقبة بن نافع..وموسى بن نصير..وطارق بن زياد..وقتبة بن مسلم..
رهبان الليل وفرسان النهار..ملأو المحاريب طاعة وسجودا..
والميادين بطولة تأخذ بالألباب..
أما واقعنا .. فبؤس واقعنا ..
يا بلادا عزّ فيها الفوارس………….وتخلّى عن ساحها الضرغام !
من هو؟
الرجل المقدام ..الذي طلبه ملك العدوّ ليعبده من دون الله..؟
إذا كنت لم تقرأ الجزء السابق فأقرأه ثم أجب
الرجل المقدام ..الذي طلبه ملك العدوّ ليعبده من دون الله..؟
إذا كنت لم تقرأ الجزء السابق فأقرأه ثم أجب
هنا ينتهي الجزء العاشر…
ترقبوا الجزء الحادي عشر بعنوان..
(علو الهمة في الخوف والرجاء )
كتاب ” صلاح الأمة في علو الهمة “
للدكتور ” سيد بن حسين العفافي “
دمتم طيبين في حفظ أكرم الأكرمين
0
0
( ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا )
0
0
( ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا )
ملاحظة هامة: إخواني الكرام هذا الموضوع ليس مني بل من صديقي العزيز أبو عبد الله { رحمه الله} الذي وافته المنية يوم أمس أي يوم الجمعة بتاريخ: 20/4/2012 لذا أتمنى منكم بأن تدعو له بالمغرة و أن يصبر أهله و أن تنشرو هذا الموضوع في كل المنتديات التي تعرفونها ليكون صدقة جارية له بإذن الله تعالى و ينتفع بها المؤمنون و المسلمون في كل بقاع الأرض
للعلم لديه مواضيع كثيرة سأقوم بنشرها قريبا