الْحَمْدُ للهِ ربِّ العالمينَ، أحمدُهُ سبحانَهُ حمدًا يليقُ بجلالِ وجهِهِ وعظيمِ سلطانِهِ، وَأَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ سيدَنَا مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، اللَّهُمَّ صَلِّ وسلِّمْ وبارِكْ علَى سيدِنَا محمدٍ وعلَى آلِهِ وصحبِهِ أجمعينَ، ومَنْ تَبِعَهُمْ بإحسانٍ إلَى يومِ الدِّينِ. أمَّا بعدُ: فَأُوصِيكُمْ عِبَادَ اللهِ وَنَفْسِي بِتَقْوَى اللهِ جَلَّ وَعَلاَ، قَالَ تَعَالَى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً* يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً .
لمشاهدة الموضوع منسق
https://vb.animeiatlight.com/node/1572
أما بعد: ها أنا أعود لكم بمادة مهمة و على الجميع الحذر و التنبيه من هذه المادة وفقنا الله تعالى لما يحبه و يرضاه
طريقة صوفية تنسب إلى أبي الحسن الشاذلي، يؤمن أصحابها بجملة الأفكار والمعتقدات الصوفية، وإن كانت تختلف عنها في سلوك المريد وطريقة تربيته بالإضافة إلى اشتهارهم بالذكر المفرد “الله” أو مضمرًا “هو”.
• أبو الحسن الشاذلي: اختلف في نسبه، فمريدوه، وأتباعه ينسبونه إلى الأشراف ويصلون بنسبه إلى الحسن بن علي بن أبي طالب ـ رضي الله عنهما ـ كعادة أهل كل طريقة صوفية، وبعضهم ينسبه إلى الحسين، وبعضهم إلى غيره.
ـ ذكره الإمام الذهبي في العبر فقال: “الشاذلي: أبو الحسن علي بن عبد الله بن عبد الجبار المغربي، الزاهد، شيخ الطائفة الشاذلية، سكن الإسكندرية وله عبارات في التصوف توهم، ويتكلف له في الاعتذار عنها، وعنه أخذ أبو العباس المرسي، وتوفي الشاذلي بصحراء عيذاب متوجهًا إلى بيت الله الحرام في أوائل ذي القعدة 656هـ”، (عيذاب على طريق الصعيد بمصر).
ـ تتلمذ أبو الحسن الشاذلي في صغره على أبي محمد عبد السلام بن بشيش، في المغرب، وكان له أكبر الأثر في حياته العلمية والصوفية.
ـ ثم رحل إلى تونس، وإلى جبل زغوان، حيث اعتكف للعبادة، وهناك ارتقى منازل عالية، كما تزعم الصوفية.
ـ رحل بعد ذلك إلى مصر وأقام بالإسكندرية، حيث تزوج وأنجب أولاده شهاب الدين أحمد وأبو الحسن علي، وأبو عبد الله محمد وابنته زينب، وفي الإسكندرية أصبح له أتباع ومريدون، وانتشرت طريقته في مصر بعد ذلك، وانتشر صيته على أنه من أقطاب (*) الصوفية.
ـ تروي كتب الصوفية كثيرًا من كراماته (*) وأقواله البعيدة عن التصديق، التي تنطوي على مخالفة صريحة لعقيدة الإسلام وللكتاب والسنة، اللذين هما أساس دعوته كما يقول عن نفسه، ومن هذه الكرامات (*) والأقوال:
ـ ينقل الدكتور عبد الحليم محمود نقلاً عن درَّة الأسرار: “لما قدم المدينة زادها الله تشريفًا وتعظيمًا، وقف على باب الحرم من أول النهار إلى نصفه، عريان الرأس، حافي القدمين، يستأذن على رسول الله صلى الله عليه وسلم فسئل عن ذلك فقال: حتى يؤذن لي، فإن الله عز وجل يقول: (يا أيُّها الذينَ آمَنُوا لا تَدْخُلوا بيوتَ النبي إلا أن يؤذَنَ لكم) فسمع النداء من داخل الروضة الشريفة، على ساكنها أفضل الصلاة والسلام: يا علي، ادخل”. وهذا مخالف للعقيدة. ويقول عن نفسه: “لولا لجام الشريعة على لساني لأخبرتكم بما يكون في غد وبعد غد إلى يوم القيامة” وهذا ادعاءٌ لعلم الغيب وشرك بالله تعالى.
ـ للشاذلي أوراد تسمى حزب الشاذلي ورسالة الأمين في آداب التصوف رتَّبها على أبواب، وله السر الجليل في خواص حسبنا الله ونعم الوكيل وللإمام تقي الدين ابن تيمية رد على حزبه.
• أبو العباس المرسي: أحمد بن عمر المرسي أبو العباس شهاب الدين، من أهل الإسكندرية، لا يُعرف تاريخ ولادته وأهله من مرسيه بالأندلس، توفي سنة 686هـ ـ 1287م.
ـ يعد خليفة أبي الحسن الشاذلي وصار قطبًا (*) بعد موته، حسب ما يقول الصوفية، وله مقام كبير ومسجد باسمه في مدينة الإسكندرية.
ـ قال عن نفسه: “والله لو حُجب عني رسول الله صلى الله عليه وسلم طرفة عين ما عددت نفسي من المسلمين”.
ـ وكان يدعي صحبة الخضر واللقاء معه.
ـ وكان له تأويل (*) باطني (*) مثل ما كان لشيخه أبي الحسن، ومثال ذلك ما ذكره تلميذه ابن عطاء الله الإسكندري: سمعت شيخنا رضي الله عنه يقول في قوله تعالى: (ما نَنْسَخْ من آيةٍ أو نُنْسِها نأتِ بخيرٍ منها أو مِثْلِها) أي: ما نُذهب من ولي (*) لله إلا ونأتي بخير منه أو مثله. وهذا إلحادٌ (*) بيِّنٌ في آيات الله تعالى.
ثم خلف على مشيخة الشاذلية بعد أبي العباس المرسي ياقوتُ العرش، وكان حبشيًّا، وسمي بالعرش لأن قلبه لم يزل تحت العرش كما تقول الصوفية، وما على الأرض إلا جسده. وقيل: لأنه كان يسمع أذان حملة العرش. هذا ما جاء في طبقات الشعراني، وهو من خرافات الصوفية التي لا تقف عند حد.
• تشترك كل الطرق الصوفية في أفكار ومعتقدات واحدة، وإن كانت تختلف في أسلوب سلوك المريد أو السالك وطرق تربيته، ونستطيع أن نُجمِل أفكار الطريقة الشاذلية في نقاط محددة، مع العلم أن هذه النقاط كما سنرى قد تفسر لدى الصوفية غير التفسير المعهود لدى عامة العلماء والفقهاء، وهذه النقاط هي:
ـ التوبة: وهي نقطة انطلاق المريد أو السالك إلى الله تعالى.
ـ الإخلاص: وينقسم لديها إلى قسمين:
1 ـ إخلاص الصادقين.
2 ـ إخلاص الصِّدِّيقين.
ـ النية: وتعد أساس الأعمال والأخلاق (*) والعبادات.
ـ الخلوة: أي اعتزال الناس، فهذا من أسس التربية الصوفية. وفي الطريقة الشاذلية يدخل المريد الخلوة لمدة ثلاثة أيام قبل سلوك الطريق.
ـ الذكر: والأصل فيه ذكر الله تعالى، ثم الأوراد، وقراءة الأحزاب المختلفة في الليل والنهار. والذكر المشهور لدى الشاذلية هو ذكر الاسم المفرد لله أو مضمرًا (هو هو). وهذا الذكر بهذه المثابة بدعة (*)، وقد مر بنا ما قاله عنه ابن تيمية بأنه ليس بمشروع في كتاب ولا سنة، وأن الشرع لم يستحب من الذكر إلا ما كان تامًّا مفيدًا مثل: لا إله إلا الله، والله أكبر.
ـ الزهد: وللزهد ت****ف متعددة عند الصوفية منها:
1 ـ فراغ القلب مما سوى الله، وهذا هو زهد العارفين.
2 ـ وهو أيضًا ـ عندهم ـ الزهد في الحلال وترك الحرام.
ـ النفس: ركزت الشاذلية على أحوال للنفس هي:
1 ـ النفس مركز الطاعات إن زَكَتْ واتقت.
2 ـ النفس مركز الشهوات في المخالفات.
3 ـ النفس مركز الميل إلى الراحات.
4 ـ النفس مركز العجز في أداء الواجبات.
لذلك يجب تزكيتها حتى تكون مركز الطاعات فقط.
ـ الورع: وهو العمل لله وبالله على البينة الواضحة والبصيرة الكامنة.
ـ التوكل: وهو صرف القلب عن كل شيء إلا الله.
ـ الرضى:وهو رضى الله عن العبد.
ـ المحبة: وهي في تعريفهم: سفر القلب في طلب المحبوب، ولهج اللسان بذكره على الدوام.
ـ وللحب درجات لدى الشاذلية وأعلى درجاته ما وصفته رابعة العدوية بقولها:
أحبك حبَّين: حب الهوى وحبًّا لأنك أهل لذاك
ـ الذوق: ويعرِّفونه بأنه تلقي الأرواح للأسرار الطاهرة في الكرامات (*) وخوارق العادات، ويعدونه طريق الإيمان بالله والقرب منه والعبودية له. لذلك يفضل الصوفية العلوم التي تأتي عن طريق الذوق على العلوم الشرعية من الفقه والأصول وغير ذلك، إذ يقولون: علم الأذواق لا علم الأوراق، ويقولون: إن علم الأحوال يتم عن طريق الذوق، ويتفرع منه علوم الوجد (*) والعشق والشوق.
ـ علم اليقين: وهو معرفة الله تعالى معرفة يقينية، ولا يحصل هذا إلا عن طريق الذوق، أو العلم اللدني أو الكشف (*)..إلخ.
• ومع ذلك فإن الشاذلي يقول بأن التمسك بالكتاب والسنة هو أساس طريقته، فمن أقواله: “إذا عارض كشفك الكتاب والسنة فتمسك بالكتاب والسنة ودع الكشف، وقل لنفسك إن الله تعالى قد ضمن لي العصمة في الكتاب والسنة، ولم يضمنها لي في جانب الكشف ولا الإلهام ولا المشاهدة”.
ـ ويقول أيضًا: “كل علم يسبق إليك فيه الخاطر، وتميل إليه النفس وتلذّ به الطبيعة فارمِ به، وإن كان حقًّا، وخذ بعلم الله الذي أنزله على رسوله صلى الله عليه وسلم واقتدِ به وبالخلفاء والصحابة والتابعين من بعده”.
• وكذلك فإن الصوفية عامة يرون ـ ومنهم الشاذلية ـ أن علم الكتاب والسنة لا يؤخذان إلا عن طريق شيخ أو مربٍّ أو مرشد، ولا يتحقق للمريد العلم الصحيح حتى يطيع شيخه طاعة عمياء في صورة: “المريد بين يدي الشيخ كالميت بين يدي مُغسِّله” لذلك يُنظر إلى الشيخ نظرة تقديسية ترفعه عن مرتبته الإنسانية.
ـ السماع: وهو سماع الأناشيد والأشعار الغزلية الصوفية. وقد نقل عن أحد أعلام التصوف
قوله: “الصوفي هو الذي سمع السماع وآثره على الأسباب”. ونقل عن الشعراني عن الحارث المحاسبي قوله: “مما يتمتع به الفقراء سماع الصوت الحسن”، و”إنه من أسرار الله تعالى في الوجود”.
ـ وقد أفرد كُتَّاب التصوف للسماع أبوابًا منفصلة في مؤلفاتهم، لما له من أهمية خاصة عندهم.
ـ يكثر في السماع الأشعار التي تصل إلى درجة الكفر (*) والشرك، كرفع الرسول (*) صلى الله عليه وسلم إلى مرتبة عالية لم يقل بها أحد من أصحابه، ولا هي موجودة في كتاب ولا سنة، فضلاً عن الإكثار من الاستغاثة لا المناجاة كما يقول البعض:
يا كتاب الغيوب قد لجأنا إليك
يا شفاء القلوب الصلاة عليك
• وهناك أفكار واعتقادات كثيرة يجدها القارئ في كتب التصوف مبتدعة (*) دخلت الفكر الإسلامي عن طريق الفلسفات (*) اليونانية والهندية.
كانت المذاهب (*) الصوفية كلها عبارة عن مدارس تربوية تدعو إلى تزكية النفس وإلى الزهد في الدنيا والعمل الصالح، إلا أن هذه المدارس دخلتها الفلسفة اليونانية والفلسفة الهندية، وحتى النصرانية واليهودية وغيرها من الفلسفات، وذلك أثناء حركة الترجمة في القرن الرابع الهجري، فتأثرت الصوفية بها، وبدأ الانحراف في هذه المدارس عن الطريق الإسلامي السوي.
فقد أخذت الصوفية من الفلسفة (*) الهندية مراحل ترقِّي الإنسان إلى الفناء (*) أو الزفانا (*)، وذلك بتطهير نفسه بالجوع والزهد وترك الدنيا حتى يصل إلى السعادة الحقيقية.
وأخذت الصوفية الرهبانية (*) من النصرانية المنحرفة، وهو الانقطاع عن الناس والعزلة عن الخلق والزهد.
ومن الفلسفة اليونانية نظرية الفيض (*) الإلهي، والاتحاد (*) والحلول (*) عند بعض الصوفية.
ولو تتبع المدقق في المذاهب الصوفية لوجد العجب من المصطلحات والمعلومات البعيدة كل البعد عن تعاليم الشريعة الإسلامية (*) الواضحة البينة.
مركز الشاذلي الأول هو مصر وبخاصة مدينة الإسكندرية، وطنطا، ودسوق بمحافظة كفر الشيخ، ثم انتشرت في باقي البلاد العربية. وأهم مناطق نشاطها سوريا والمغرب العربي، ولها وجود إلى الآن في ليبيا، وفي السودان في الوقت الحاضر.
أن الشاذلية طريقة صوفية تنتسب إلى أبي الحسن الشاذلي، وهو علي بن عبد الله بن عبد الجبار بن يوسف أبو الحسن الهذلي الشاذلي نسبة إلى شاذلة في المغرب بشمال أفريقيا. وتشترك هذه الطريقة مع غيرها من الطرق الصوفية في كثير من الأفكار والمعتقدات، وإن كانت تختلف في أسلوب سلوك المريد أو سالك وطرق تربيته. ومجمل أفكار هذه الطريقة: التوبة، والإخلاص، النية، الخلوة، الذكر، الزهد، النفس، الورع، التوكل، الرضى، المحبة، الذوق، علم اليقين، السماع. ولهذه الألفاظ معانٍ تختلف بدرجات متفاوتة عن المعاني الشرعية.
أما علم القرآن والسنة فلا يؤخذان عند الشاذلي إلا عن طريق شيخ أو مُربٍّ أو مرشد، وهو ما يستوجب على السالك الطاعة العمياء لهم. ويؤخذ على الشاذلية ما يؤخذ على الطرق الصوفية من مآخذ انحرفت بسالكيها عن الطريق الإسلامي السوي.
—————————————————–
الطريقة الشــــاذليـــة: إحسان إلهي ظهير
سلسلة صوفية مشهورة وطريقة صوفية منتشرة في مصر وتونس والجزائر وغيرها من البلدان، والشاذلية نسبة إلى أبي الحسن علي بن عبدالله المولود بغمارة من قرى سبته سنة 593هـ(76).
وقال الكمشخانوي:
“بل ولد بقرية عمان من قرى أفريقية قرب مرسية، وهي من المغرب الأقصى أيضاً”(77).
ولكن عطاء الله الاسكندراني وهو تلميذ أبي العباس المرسي يذكر أن مبدأ ظهوره بشاذلة ولكن منشأه بالمغرب الأقصى فلم يعرف بالمنشأ والمولد، بل نسب إلى مبدأ ظهوره(78).
واختلفوا في نسبه أيضاً، فمريدوه والمتعلّقون به ينسبونه إلى الأشراف ويصلون بنسبه إلى الحسن بن علي بن أبي طالب، كعادة أهل كل طريقة صوفية ولو أنهم يختلفون فيما بينهم في أسماء آبائه، فالبعض ينسبونه إلى إدريس بن عبدالله المبايع له ببلاد المغرب(79). وبعضهم إلى غيره(80).
وأما الجامي فينسبه في نفحاته إلى الحسين، لا إلى الحسن(81). وكان ضريراً كما سماه ابن الملقن والشعراني بالضرير الزاهد(82). ولكن لم يتضرر عيناه إلا بعد مدة من تحصيل العلم كما يظهر من ترجمته في مختلف الكتب(83).
وانتقل في صغره إلى مدينة تونس، فبدأ ينتقل من مدينة إلى مدينة وبلدة إلى بلدة حتى حجّ ثم دخل العراق وبدأ يفتش عن القطب الصوفي –حسب زعمه- وقال له أحد الأولياء هناك:
“إنك تبحث عن القطب بالعراق، مع أن القطب ببلادك، ارجع إلى بلادك تجده”(84).
فرجع إلى بلاده باحثاً ومفتشاً عن القطب، يسأل عن المقبل والمدبر والراحل والمقيم إلى أن اجتمع به، وهو أبو محمد عبدالسلام بن مشيش، فيقول الشاذلي: أتيت إليه “وهو ساكن مغارة برباط رأس جبل، فاغتسلت في عين أسفل الجبل وخرجت عن علمي وعملي، وطلعت إليه فقيراً، وإذا به هابط إليّ، فقال:
مرحباً يا علي، وذكر نسبي إلى رسول الله”(85).
“ثم قال لي: يا علي، طلعت إلينا فقيراً من علمك وعملك، وأخذت منا غنى الدنيا والآخرة، فأخذني من الدهش فأقمت عنده أياماً إلى أن فتح الله عليّ بصيرتي”(86).
وعبدالسلام هذا ينقل فيه الشيخ الأكبر للأزهر سابقاً عبدالحليم محمود عن صاحب “الدرة البهية”:
“هو القطب الأكبر، والعلم الأشهر، والطود الأظهر العالي السنام.
هو البدر الطالع الواضح البرهان، الغنيّ عن التعريف والبيان، المشتهر في الدنيا قدره، والذي لا يختلف في غوثيته اثنان.
وطريه ترياق شاف لأدواء العباد، وذكره رحمة نازلة في كل ناد.
سرى سرّه في الأفاق، وسارت بمناقبه الركبان والرفاق.
قضى عمره في العبادة، وقصده للانتفاع أهل السعادة.
وكان رضي الله عنه في العلم في الغاية، وفي الزهد في النهاية، جمع الله له الشرفين: الطيني والديني، وأحرز الفضل المحقق اليقيني”(87).
ويذكره الشاذلي بنفسه هو ومكانته السامية ودرجته الرفيعة، ومعرفته وعلمه بما يختلج في صدور الناس، وفيضه وفيضانه بقوله: “كنت في سياحتي في مبدأ أمري حصل لي تردد: هل ألزم البراري والقفار للتفرغ للطاعة والأذكار أو ارجع إلى المدائن والديار لصحبة العلماء والأخيار؟ فوصف لي وليّ هنالك، وكان برأس جبل فصعدت إليه، فما وصلت إليه إلى ليلاً، فقلت في نفسي لا أدخل عليه في هذا الوقت، فسمعته يقول من داخل المغارة: اللهم إن قوماً سألوك أن تسخر لهم خلقك، فسخرت لهم خلقك، فرضوا منك بذلك، اللهم وإني أسألك أعوجاج الخلق علي حتى لا يكون ملجئي إلا إليك، قال فالتفت إلى نفسي وقلت: يا نفس انظري من أي بحر يغترق هذا الشيخ، فلما أصبحت دخلت إليه فأعربت من هيبته.
فقلت له: يا سيدي كيف حالك؟
فقال: أشكوا إلى الله من برد الرضا والتسليم كما تشكو أنت من حر التدبير والاختيار.
فقلت: يا سيدي أما شكواي من حر التدبير والاختيار فقد ذقته وأنا الآن فيه، وأما شكواك من برد الرضا والتسليم فلماذا؟
فقال: أخاف أن تشغلني حلاوتها عن الله.
قلت: يا سيدي سمعتك البارحة تقول: اللهم إن قوماً سألوك أن تسخر لهم خلقك، فسخرت لهم خلقك، فرضوا منك بذلك، اللهم وإني أسألك أعوجاج الخلق علي حتى لا يكون ملجئي إلا إليك، فتبسم ثم قال:
يا بني، ما تقول: سخر لي خلقك قل: يا رب كن لي، أترى إذا كان لك أيفوتك شيء؟ فما هذه الجناية”(88).
وحتى ابنه الصغير يعلم ما في قلوب الناس كما يذكر الشاذلي أيضاً:
“كنت يوماً بين يدي الأستاذ فقلت في نفسي: ليت شعري هل يعلم الشيخ اسم الله الأعظم؟ فقال ولد الشيخ وهو في آخر المكان الذي أنا فيه: يا أبا الحسن ليس الشأن من يعلم الاسم الأعظم، إنما الشأن من يكون هو عين الاسم، فقال الشيخ من صدر المكان: أصاب وتفرس فيك ولدي”(89).
ويقول ابن عطاء الله الاسكندري: إن طريقة الشاذلي تنتسب إلى الشيخ عبدالسلام بن مشيش، والشيخ عبدالسلام ينتسب إلى الشيخ عبدالرحمن المدني، ثم واحد عن واحد إلى الحسن بن علي بن أبي طالب(90).
وبعد مدة من الزمن وبقائه عند ابن مشيش قال له شيخه ابن مشيش: يا علي، ارتحل إلى أفريقية واسكن بلداً بها تسمى شاذلة، فإن الله يسميك شاذلياً، وبعد ذلك تنتقل إلى مدينة تونس وبعد ذلك تنتقل إلى بلاد المشرق، وترث فيها القطبانية(91).
ولما ورث القطبانية “وظهر بالخلافة الكبرى والولاية الكثرى والقطبية العظمى والغوثية الفردى، وخصّه الله بعلوم الأسماء ومن عليه بأعلى مقامات الأولياء، وخصوصيات الأصفياء، وانفرد في زمانه بالمقام الأكبر والمدد الأكثر والعطاء الأنفع والنوال الأوسع(92).
بدأ يقول كما ذكروا عنه أنه قيل للشيخ أبي الحسن: من هو شيخك؟
فقال: كنت انتسب إلى الشيخ عبدالسلام بن مشيش، وأنا الآن لا انتسب لأحد، بل أعوم في عشرة أبحر: خمسة من الآدميين، النبي صلى الله عليه وسلم، وأبي بكر وعمر وعثمان وعلي، وخمسة من الروحانيين، وجبريل وميكائيل وإسرافيل وعزرائيل والروح الأكبر(93).
و”تصرّف في أحكام الأولياء ومددها بالأذن والتمكين، وانفراد بسوددها حق اليقين، وأمدّ الأولياء أجمعين، وكذا الصديقين، ونال مقام الفردانية الذي لا يجوز المشاركة فيه بين اثنين، وأجمع على ذلك من عاصره من العلماء العارفين والأولياء لمقربين وخواص الصديقين، وشهد بقطبانيته وفردانيته الجمّ الكثير”(94).
وبدأ يقول:
“والله لقد جئت في هذا الطريق ما لم يأت به أحد”(95).
حتى تعالى وتفاخر:
“قدمي على جبهة كل ولي لله”(96).
ومن الجدير بالذكر أن الدكتور عبدالحليم محمود الذي تولّى مشيخة الأزهر، وتخرّج من جامعة فرنساوية كتب كتاباً في تمجيد الشاذلي ومدح الشاذلية، ففي ذلك الكتاب يذكر أن الله كلّمه على جبل زغوان، الجبل الذي اعتكف الشاذلي فيه في قمته، وتعبّد وتحنّث، والذي يذكره نقلاً عن صاحب كتاب “درة الأسرار”:
” قرأ الشيخ على جبل زغوان سورة الأنعام إلى أن بلغ إلى قوله تعالى: {وإن تعدل كل عدل لا يؤخذ منها} أصابه حال عظيم، وجعل يكررها ويتحرك، فكلما مال إلى جهة مال الجبل نحوها … وما كانت حياته على الجبل إلا على نباتات الأرض وأعشابها”(97).
وعلى هذا الجبل ارتقى منازل، وتخطّى مراتب حيث “نبع له عين تجري بماء عذب.
ثم بدأت الملائكة تحفّ بأبي الحسن، بعضها يسأله فيجيبه.
وبعضها يسير معه.
ثم تأتيه أرواح الأولياء زرافات ووحداناً تحفّ بأبي الحسن وتتبرك به(98).
وبعد تجاوز هذه المراتب كلها التي أهّلته لأن يخاطب الرب بدون واسطة ولا ملك، كلّمه الرب تبارك وتعالى حسب قول ذلك الدكتور، فقال له: “يا علي، اهبط إلى الناس ينتفعوا بك.
فقلت: يا رب أقلني من الناس فلا طاقة لي بمخاطبتهم.
فقيل لي: انزل فقد أصحبناك السلامة، ودفعنا عنك الملامة.
فقلت: تكلني إلى الناس آكل من دريهماتهم.
فقيل لي: انفق علي، وأنا الملي، إن شئت من الجيب وإن شئت من الغيب.
ونزل الشاذلي رضي الله عنه من على الجبل ليغادر شاذلة، ويستقبل مرحلة جديدة، فقد انتهت المرحلة الأولى التي رسمها له شيخه.
وقبل أن نغادر معه شاذلة إلى رحلته الجديدة نذكر ما حكاه رضي الله عنه فيما يتعلق بنسبه إلى شاذلة، قال: قلت يا رب لم سميتني بالشاذلي، ولست بشاذلي.
فقيل لي: يا علي، ما سميتك بالشاذلي وإنما أنت الشَّاذُّلِي بتشديد الذال المعجمة، يعني: المفرد لخدمتي ومحبتي”(99).
وقبله قد تكلّم به رسول الله صلى الله عليه وسلم من داخل حجرته الشريفة كما ذكر ذلك الدكتور عبدالحليم محمود نقلاً عن “درة الأسرار” عن أبي الحسن:
“ولما قدم المدينة زادها الله تشريفاً وتعظيماً، وقف على باب الحرم من أول النهار إلى نصفه عريان الرأس حافي القدمين، يستأذن على رسول الله صلى الله عليه وسلم تسليماً.
فسئل عن ذلك فقال: حتى يؤذن لي، فإن الله عز وجل يقول:
{يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوت النبي إلاّ أن يؤذن لكم}
فسمع النداء من داخل الروضة الشريفة على ساكنها أفضل الصلاة والسلام: “يا علي ادخل”(100).
فمن يكن هذا شأنه ومقامه ومكانته لا يستبعد عنه أن يقول:
“لولا لجام الشريعة على لساني لأخبرتكم بما يكون في غد وبعد غد إلى يوم القيامة”(101).
وأيضاً: “أعطيت سجلاً مدّ البصر، فيه أصحابي وأصحاب أصحابي إلى يوم القيامة عتقاء من النار”(102).
وعلى ذلك ينقل عنه الإسكندري عن شيخه أبي العباس المرسي خليفة أبي الحسن الشاذلي وتلميذه الخاص به أنه قال:
” قال لي عبدالقادر النقاد، وكان من أولياء الله: اطلعت البارحة على مقام الشيخ أبي الحسن.
فقلت له: وأين مقام الشيخ؟
فقال: عند العرش.
فقلت له: ذاك مقام تنزل لك الشيخ فيه حتى رأيته.
وإلا مقامه فهو فوق ذلك، وقد صرّح بذلك حيث يواصل كلامه فيقول:
“ثم دخلت أنا وهو على الشيخ، فلما استقربنا المجلس قال الشيخ رضي الله عنه:
رأيت البارحة عبدالقادر النقاد بالمنام فقال لي: أعرش أنت أم كرسيّ؟
فقلت له: دع عنك ذا. الطينة أرضية. والنفس سماوية. والقلب عرشي. والروح كرسي. والسر مع الله بلا أين.
والأمر نزل فيما بين ذلك ويتلوه الشاهد منه(103).
وذكروا من جملة كراماته أنه أثناء سفره إلى الإسكندرية مكث بتونس مدة، واشتهر أمره وذاع صيته، والتف حوله خلق كثير فحسده فقيه تونس وقاضي قضاتها ابن البراء فوشاه إلى السلطان، ودسّ له عنده، وتكلّم في نسبه ولكن السلطان لم يمسه بسوء، ووقره في قلبه واحترمه ولكن منعه من الخروج، وما أن منعه إلاّ وماتت جاريته في ذاك الحين، التي أحبها فملكت عليه جميع أقطاره، ثم التهبت النار في البيت فلم يشعروا حتى احترق كل ما في البيت من الفرش والثياب وغير ذلك من الذخائر، فعلم السلطان أنه أصيب من قبل هذا الوليّ(104).
ولكن من الغرائب أنه لم يصب ابن البراء شيئاً مع تصريح عبدالحليم محمود وغيره أنه بقى على عدائه للشاذلي ومخالفته له إلى أن الشاذلي كان يسلّم عليه فلم يكن ابن البراء يردّ عليه السلام، وكان يطعن في نسبه(105).
ولكن أنّى للمختلقين العقل، ومن أين للقصاصين العقل، والمسامرين الوضاعين الفكر.
فما لهؤلاء القوم لا يكادون يفقهون حديثاً.
وهل يستعبد هذا من أولئك الناس الذين يفضلن هؤلاء المتصوفة على أنبياء الله ورسله ويزعمون فيهم من القدرة والاختيارات، ومعرفة علم الغيب، والتصرف في أمور الكون، وتدبير أمور الدنيا والآخرة، ومددهم الأحياء منهم والأموات، وإعطائهم الثواب والعقاب، وتقسيمهم الجنة والنار لمن يريدون ويزعمون إعطاءه، ويفونهم بأوصاف لا تليق إلا بالواحد القهار الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد، لا لملك مقرب ولا لنبي مرسل، وأمر سيد الخلائق وأفضل المخلوقات وأشرف المرسلين بأن يقول:
{قل لا أملك لنفسي نفعاً ولا ضراً إلاّ ما شاء الله ولو كنت أعلم الغيب لاستكثرت من الخير وما مسني السوء إن أنا إلا نذير وبشير لقوم يؤمنون}(106).
{قل لا أقول لكم عندي خزائن الله ولا أعلم الغيب ولا أقول لكم إني ملك إن أتبع إلا ما يوحى إليّ قل هل يستوي الأعمى والبصير أفلا تتفكرون}(107).
{قل إنما أنا بشر مثلكم يوحى إليّ أنما إلهكم إله واحد فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملاً صالحاً ولا يشرك بعبادة ربه أحداً}(108).
وغيرها من الآيات الكثيرة والأحاديث المستفيضة التي ذكرناها فيما سبق في مختلف المباحث والمواضيع ولكن المتصوفة يعتقدون في أوليائهم أوصافاً إلهية ونعوتاً ربانية فيقول الإسكندري:
“لو كشف عن حقيقة الولي لعبد، لأن أوصافه من أوصافه، ونعوته من نعوته”(109).
ولقد مرّ بيان عقيدة القوم في متصوفتهم سابقاً ولكن نريد أن نثبت ههنا بمناسبة ذكر الشاذلة والشاذلي ما ذكره قطبهم بعد الشاذلي –وهو المرسي- في شيخه نقلاً عن بعض مريديه أنه قال: “صليت خلف شيخي صلاة فشهدت ما أبهر العقل وذلك أني شهدت بدن الشيخ والأنوار قد ملأته، وانبثت الأنوار من وجوده حتى أنني لم أستطيع النظر إليه، وقد كشف الحق عن مشرقات أنوار قلوب أوليائه لانطوى نور الشمس والقمر في مشرقات أنوار قلبوهم، وأين نور الشمس والقمر من أنوارهم”(110).
هذا ولقد استقر الشاذلي بعدئذ في الإسكندرية بمصر، وتزوج هنالك وولد له أولاد، وحبس عليه السلطان برجاً من أبراج السور في أسفله ما جل كبير ومرابط للبهائم، وفي الوسط مساكن للفقراء وجامع كبير، وفي أعلاه أعلية لسكانه وعياله”(111).
وكان من عادته ” إذا ركب تمشى أكابر الفقراء وأكابر الأغنياء حوله، وتنشر الأعلام على رأسه، وتضرب الكاسات بين يديه، ويأمر النقيب أن ينادي أمامه “من أراد القطب فعليه بالشاذلي”(112).
وسنة 656هـ سافر للحج، وفي صحراء عيذاب وافته المنية فدفن هناك(113). ويقول الجامي: “وكان ماء هذا الصحراء ملحاً لا يشرب ولكنهم بعد ما غسلوه بمائه صار ببركته حلواً عذباً”(114).
وفي هذا الصحراء ادّعى بأنه التقى بالخضر وكلّمه، كما نقلوا عنه أنه كان يقول:
“لقيت الخضر في صحراء عيذب، فقال لي: “يا أبا الحسن أصحبك الله اللطف الجميل، وكان لك صاحباً في المقام والرحيل”(115).
وقد نقل عن الشاذلي تفسير بع الآيات القرآنية تفسيراً باطنياً ينهج فيه منهج الباطنية وأهل التأويل البعيد، وقد ذكرنا نماذج منها في كتابنا [التصوف:المنشأ والمصادر].
ثم خلف بعده على الشاذلية أبو العباس المرسي، والذي صار قطباً بعد موته حسب زعمهم كما ينقلون عن زكي الدين الأسواني أنه قال: “قال لي الشيخ أبو الحسن رضي الله عنه: يا زكي، عليك بأبي العباس، فو الله أنه ليأتيه البدوي يبول على ساقيه فلا يمسي عليه المساء إلا قد أوصله إلى الله، يا زكي، عليك بأبي العباس، فو الله ما من ولي لله كان أو هو كائن إلا وقد أطلعه الله عليه، يا زكي، أبو العباس هو الرجل الكامل”(116).
ويقول أبو العباس هذا عن نفسه:
“والله ما سار الأولياء والأبدال من قاف حتى يلقوا واحداً مثلنا، فإذا لقوه كان بغيتهم، ثم قال: وبالله لا إله إلا هو، ما من ولي لله كان أو كائن إلا وقد أطلعني الله عليه وعلى اسمه ونسبه وكم حظه من الله”(117).
وهو الذي قال:
“والله لو حجب عني رسول الله صلى الله عليه وسلم طرفة عين ما عددت نفسي من المسلمين”(118).
وكان يقول:
“لا أعلم أحداً اليوم يتكلّم في هذا العلم غيري على وجه الأرض” وقدم إليه بعضهم طعاماً فيه شبهة يمتحنه فامتنع الشيخ من أكله، وقال: “إنه كان للشيخ المحاسبي عرق في أصبعه يضرب إذا مدّ يده إلى شبهة فأنا في يدي ستون عرقاً تضرب، فاستغرب الرجل وتاب على يديه”(119).
وتكلم يوماً في القطب وأوصافه ثم قال:
“وما القطبانية بعيدة من بعض الأولياء وأشار إلى نفسه”(120).
قال: “لقد علمت العراق والشام ما تحت هذه الشعرات لأتوها ولو سعياً على وجوههم”(121).
وكان المرسي هذا أيضاً يدّعي صحبة الخضر واللقاء معه(122).
وكان له تأويل باطني مثلما كان لأستاذه وشيخه، ومثال ما ذكره تلميذه عطاء الله الإسكندري:
“سمعت شيخنا رضي الله عنه يقول في قوله عز وجل:
{ما ننسخ من آية أو ننسها نأت بخير منها أو مثلها} أي: ما نذهب من وليّ لله إلا ونأت بخير منه أو مثله”(123).
وكان كأستاذه يعتني بكتاب الإحياء لأبي حامد الغزالي، وكتاب “قوت القلوب” لأبي طالب المكي، وكتاب “ختم الأولياء” للحكيم الترمذي، وكتاب “المواقف والمخاطبات” لمحمد عبدالجبار النفري(124).
مات سنة 686هـ(125).
ثم خلفه على مشيخة الشاذلية ياقوت العرش وكان حبشياً.
“وهو الذي شفع في الشيخ شمس الدين بن اللبان لما أنكر على سيدي أحمد البدوي رضي الله عنه وسلب عمله وحاله بعد أن توسل بجميع الأولياء، ولم يقبل سيدي أحمد شفاعتهمفيه، فسار من الإسكندرية إلي سيدي أحمد، وسأله أن يطيب خاطره عليه وأن يردّ عليه حاله فأجابه.
ثم إن سيدي ياقوت زوّج ابن اللبان ابنته، ولما مات أوصى أن يدفن تحت رجليها أعظاماً لوالدها الشيخ ياقوت.
وإنما سمّى العرش لأن قلبه لم يزل تحت العرش، وما في الأرض إلاّ جسده.
وقيل: لأنه كان يسمع لأذان حملة العرش.
وكان رضي الله عنه يشفع في الحيوانات.
وجاءته مرة يمامه فجلست على كتفه وهو جالس ف حلقة الفقراء وأسرّت إليه شيئاً في أذنه، فقال: بسم الله ونرسل معك أحد من الفقراء، فقالت: ما يكفيني إلا أنت، فركب بغلته من الإسكندرية وسافر إلى مصر العتيقة حتى دخل إلى جامع عمرو فقال: أجمعوني على فلان المؤذن، فأرسلوا وراءه، فجاء، فقال له: هذه اليمامة أخبرتني بالإسكندرية أنك تذبح فراخها كلما تفرخ في المنارة،
فقال: صدقت، قد ذبحتهم ماراً، فقال: لا تعد، فقال: تبت إلى الله تعالى ورجع الشيخ إلى الإسكندرية رضي الله عنه.
ومناقبه رضي الله عنه كثيرة مشهورة بين الطائفة الشاذلية بمصر وغيرها.(126)
ثم خلفه ناس آخرون، فاشتهر من بينهم محمد المغربي الذي يقولون عنه بأنه تنبأ بظهوره الشاذلي، فقال:
“يظهر بمصر رجل يعرف بمحمد يكون فاتحاً لهذا البيت، ويشتهر في زمانه ويكون له شأن”(127).
وهو الذي قال:
“أعطيت الشاذلية ثلاثاً لم تحصل لمن قبلهم ولا لمن بعدهم:
الأول: إنهم مختارون في اللوح المحفوظ.
الثاني: إن المجذوب منهم يرجع إلى الصحو.
الثالث: إن القطب منهم إلى يوم القيامة(128).
وآخر هذه الثلاث أن يركز عليه، فإن كل طائفة من الطوائف الصوفية تدعي أن القطب منهم، ولا يرضى بهذه المقولة أحد من غير الشاذلية.
وآخرون مثل علي بن عمر القرشي وناصر الدين بن محمد عبدالدائم وابن عبدالرحمن بن إبراهيم ومعصوم بن أحمد وغيرهم العديدون(129).
فهذا هو الشاذلي وأولئك الشاذلية ومشائخهم وقد اشتهر عن الشاذلية أوراد عديدة منها حزب البر وحزب البحر والحزب الكبير وغيرها من الأحزاب والأوراد، اختلقوا لها فضائل ومناقب لم ينزل الله بها من برهان، ذكرها كل من عطاء الله الإسكندري في كتابه “لطائف المنن” والدكتور عبدالحلم محمود في كتابه “المدرسة الشاذلية وإمامها أبو الحسن الشاذلي” والآخر في “النفحة العلية في الأوراد الشالية”.
وبهذا نختم هذا الفصل.
……………………
(76) النفحة العلية في أوراد الشاذلية ص 226 ط مكتبة المتنبي القاهرة،أيضاً أبو الحسن الشاذلي للدكتور عبدالحليم محمود ص 20.
(77) جامع الأصول في الأولياء للكمشخانوي ص 115.
(78) لطائف المنن لابن عطاء الأسكندراني ص 135 بتحقيق عبدالحليم محمود ط مطبعة حسان القاهرة 1974.
(79) جامع الأصول في الأولياء للكمشخانوي ص 115.
(80) انظر لطائف المنن للأسكندراني ص 135، طبقات الأولياء لابن الملقن ص 459.
(81) انظر نفحات الأنس للجامي ص 567 (فارسي) ط إيران.
(82) طبقات الأولياء لابن الملقن ص 458، الطبقات الكبرى للشعراني ج 2 ص 4.
(83) انظر دائرة المعارف الإسلامية ص 562 وغيرها من الكتب.
(84) درة الأسرار ص 23 نقلاً عن “أبي الحسن الشاذلي” للدكتور عبدالحليم محمود ص 23.
(85) جامع الأصول في الأولياء للكمشخانوي ص 116.
(86) “المدرسة الشاذلية وإمامها أبو الحسن الشاذلي” للدكتور عبدالحليم محمود ص 23 ط دار الكتاب الحديث القاهرة.
(87) أيضاً ص 24.
(88) لطائف المنن لابن عطاء الإسكندري ص 159 ، 160ط مطبعة حسان القاهرة 1974م.
(89) أيضاً ص 160.
(90) الوصية الكبرى لعبدالسلام الأسمر الفيتوري ، أيضاً لطائف المنن للإسكندراني ص 65.
(91) جامع الأصول في الأولياء لمكشخانوي ص 117،كذلك أبو الحسن الشاذلي للدكتور عبدالحليم محمود ص 29،أيضاً النفحة العلية في أوراد الشاذلية ص 228.
(92) جامع الأصول في الأولياء لأحمد الكمشخانوي ص 117 ط المطبعة الوهيبة طرابلس 1298هـ.
(93) لطائف المنن للإسكندري ص 146،الطبقات الكبرى للشعراني ج 2 ص 7،جامع كرامات الولياء للنبهاني ج 2 ص 176،النفحة العلية ص 229.
(94) جامع الأصول ص 117.
(95) لطائف المنن ص 146.
(96) جامع الأصول في الأولياء ص 117.
(97) انظر المدرسة الشاذلية الحديثة وأمامها أبو الحسن الشاذلي للدكتور عبالحليم محمود ص 32.
(98) بألفاظ عبدالحليم محمود وحروفه انظر ص 33 من كتابه “أبو الحسن الشاذلي” ط دار الكتب الحديثة القاهرة.
(99) أيضاً ص 35.
(100) أبو الحسن الشاذلي ص 83.
(101) الكمشخانوي ص 116، النفحة العلية ص 228.
(102) جامع الأصول في الأولياء ص 116،النفحة العلية في أوراد الشاذلية ص 228 ط مكتبة المتنبي القاهرة.
(103) لطائف المنن الاسكندري ص 143 ، 144 ط مطبعة حسان القاهرة.
(104) درة الأسرار ص 30.
(105) انظر أبو الحسن الشاذلي ص 42.
(106) سورة الأعراف الآية 188.
(107) سورة الأنعام الآية 50.
(108) سورة الكهف الآية 110.
(109) لطائف المنن للإسكندري ص 95 مقولة أبي العباس تلميذ أبي الحسن الشاذلي وخليفته في شيخه.
(110) لطائف المنن للإسكندري ص 95.
(111) درة الأسرار نقلاً عن “أبي الحسن الشاذلي” ص 45.
(112) الكمشخانوي ص 117،النفحة العلية ص 228،الكواكب الدرية للمناوي نقلاً عن “أبو الحسن الشاذلي” ص 54.
(113) طبقات الأولياء لابن الملقن ص 459،أيضاً الطبقات الكبرى للشعراني ج 2 ص 4.
(114) نفحات الأنس للجامي (فارسي) ص 570 ط طهران.
(115) لطائف المنن ص 151،طبقات الشعراني ج 2 ص 5،جامع كرامات الأولياء للنبهاني ج 2 ص183،أبو الحسن الشاذلي ص 39.
(116) انظر لطائف المنن ص 168.
(117) لطائف المنن ص 168.
(118) الطبقات الكبرى للشعراني ج 2 ص 14،جامع كرامات الأولياء للنبهاني ج 1 ص 314،أيضاً لطائف المنن للإسكندري ص 169.
(119) نفحات الأنس للجامي ص 572،أيضاً جامع كرامات الأولياء للنبهاني ج 2 ص 14،أيضاً جامع كرامات الأولياء للنبهاني ج 1 ص 314.
(120) لطائف المنن 179.
(121) أيضاً.
(122) انظر جامع كرامات الأولياء للنبهاني ج 1 ص 314.
(123) لطائف المنن ص 63.
(124) انظر لطائف المنن ص 179 ، 180 ، كذلك أبو الحسن الشاذلي ص 55 وما بعد.
(125) طبقات الشعراني ج 2 ص 13.
قام بنقله المنهج – شبكة الدفاع عن السنة
—————————————————–
وقد ورد في كتاب “دلائل الخيرات” من أوراد الشاذلية، للشيخ عبد الفتاح القاضي، ورد بعض صلوات الشيخ الفاسي نصه ما يلي:”يالله يوه واه هو يا هو يا من هو أنت، أنت هو يوه هو يا يوه هو يا جليل يا هو يا من لا هو إلا أنت هو”
كما في كتاب “كنوز الأسرار في الصلاة والسلام على النبي” ص 79-
وإليكم تعليق الشيخ مسعد أنور على هذا الطلاسم والخرافات
http://www.soufia-h.com/soufia-h/video/vo1/Shazli.wmv
http://www.fileflyer.com/view/TyLlYAh
http://www.fileflyer.com/view/v8oCcAG
http://www.youtube.com/watch?v=brcjSoFvMYs
هناك طريقة استحدثت تسمى بالبرهانية، تابعة لرجل يدعى محمد عثمان البرهاني، وهذه الطريقة تؤول القرآن العظيم، وهي سريعة الانتشار، فما حكم الشرع في هذه الطريقة، وهل هي كافرة أم كما تدعي هي أنها هي الفرقة الناجية، وما الأدلة الشرعية في تكفيرها إذا كانت كافرة؟ وجهونا جزاكم الله خيراً.
جميع الطرق الصوفية، البرهانية والشاذلية وغير ذلك من الطرق الصوفية والتيجانية كلها خطيرة، يجب الحذر منها والبعد منها، وعدم الثقة بها وهم أقسام منهم الكافر ومنهم غير الكافر فينبغي للمؤمن أن يبتعد عن الكتب الصوفية وقراءتها لأنها تضره وفيها من الباطل والشر الشيء الكثير فينبغي لك يا عبد الله أن تبتعد عنها وأن تقرأ كتب أهل السنة والجماعة التي فيها الخير وفيها بيان ما دل عليه كتاب الله وسنة رسوله عليه الصلاة والسلام وفيها الكفاية، وفي الإقبال على القرآن وعلى الإكثار من تلاوته وتدبر معانيه الخير الكثير والسعادة وفي كتب السنة الصحيحة الثابتة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم الخير والبركة فإن السنة تشرح القرآن وتفسر معناه وتبين ما أشكل على طالب العلم من ذلك، فالله أنزل الكتاب هدى للناس كما قال عز وجل: ( إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ )(الإسراء: من الآية9).
( قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدىً وَشِفَاءٌ)(فصلت: من الآية44).
وقال تعالى: (وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَاناً لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدىً وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ)(النحل: من الآية89).
وقال سبحانه: (كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ)(ص:29).
وقال عز وجل: ( وَهَذَا كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ) (الأنعام:155).
والنبي صلى الله عليه وسلم بين لنا ما قد يشكل علينا وأوضح للأمة ما يحتاجون إليه، فعليك يا عبد الله أن تكتفي بما جاء به الكتاب والسنة وأن تبتعد عن الكتب التي فيها الخرافات والضلالات والبدع من كتب الصوفية وغيرها مما جمعه الكفرة أو المتكلمون أو أصحاب الطرق المنحرفة فإن فيها من الشر والبلاء والمخالفة عن شرع الله ما يضر العبد إذا تمسك به أو أخذ به أو قرأه وهو على غير بصيرة نسأل الله السلامة.
—————————————————–
إن من أهم أركان التصوف الحصول على الكرامة وخوارق العادة وحصول المكاشفة التي يهدف إليها مريدوا التصوف إلا القليل منهم ، لذا قلما تجد ترجمة لشيخ من شيوخهم وإلا ويذكرون فصلا من كراماته والتي على الغالب تكون مختلقة لا تصح أو لبِّس على المريدين فيها من وحي الشياطين إليهم و إغواء الجاهلين منهم مما يهول بها على العامة ، وكثيراً مما يسمونه كرامة تأتي موافقة ولا يدري عنها الشيخ ولكنها من العقيدة التي رسخت في ذهن المريدين من أن الشيخ يعلم سرائر النفوس وخواطر القلب وأنه من أهل الله وخاصته تجعل أي فعل يصنعه شيخهم كرامة له مع تسويل الشيطان لأتباعه والتخويف منه وتعظيمه في نفوسهم فيخلط معها مئة كذبة “وكذلك نولي بعض الظالمين بعضا ً بما كانوا يكسبون “[1]
مع أنك لو عرضت كثيراً من هذه التي يسمونها كرامات على كتاب الله وسنة رسوله لوجدتها تتصادم مع أوامر الله وليست على هدى النبي صلوات الله عليه وسوف أذكر أمثلة من ذلك لاحقاً إن شاء الله والمقصود هنا أن حدوث خوارق العادة ليس من الأدلة على صلاح الفاعل لها فإن الدجال من أكثر الناس تجرى له الخوارق ولكنه من أشر الناس وأكفرهم والأحاديث في التحذير منه كثيرة معلومة .
ومع هذا فإن كثيراً من شيوخ الطرق يستخدمون السحر لإظهار الخوارق لدى أتباعهم لتكثيرهم ولتعبيد الناس لغير الله وتساعدهم الشياطين في ذلك وتعينهم في إيقاع الناس في الشرك ليردوهم وليلبسوا عليهم دينهم .
فالشاذلية كغيرها من الطرق وقعت في منزلق السحر للحصول على الكرامات و المكاشفات بهدف العلو في الأرض واستعباد الناس مع أن كثيراً من المريدين لايعلمون هذا الأمر ونحن نحسن الظن فيهم ونرى أنهم لا يريدون من التصوف إلا التقرب إلى الله والفوز برضاه ولكنهم ضُللوا فما أصابوا ولكن شيخوهم في الغالب يعلمون هذا ويكتمونه والله حسيبهم .
الخلوة والتربية عند الشيخ :
لا بد لكل سالك من طرق التصوف أن يسلك الطريق على يد شيخ مأذون له بالتربية من الله كما يزعمون فيأخذ المريد العهد على الشيخ ويضع يده في يده ويغمض عينيه ويلقنه لا إله إلا الله ثلاث مرات [2]
يرفع بها صوته ثم يرشده ويأمره ببعض الأمور الأخرى ويعطيه الورد العام ثم يتدرج معه وفي كل مره يعطيه أوراداً خاصة بالخلوة يكررها بعدد معين ليس هذا محل بسطها .
وحتى يحصل المريد على بغيته من المكاشفة لا بد من رياضات معينة من الصوم والخلوة وترديد أوراد وطلاسم وعزائم يعزم بها على الجن ويعوذون بهم ويدعون بأدعيه فيها كلمات بغير اللغة العربية مع تعزيم بطوالع الكواكب وحساب الجمل بالحروف المقطعة ، لإعتقادهم أن النفوس البشرية تتصل بالنفس الفلكية أو بالعقل الفعال وهو عندهم اللوح المحفوظ والنفس الفلكية عندهم هي سبب حدوث الحوادث في العالم كما يعتقد الفلاسفة الذين هم شيوخ ابن عربي والعزالي والبوني صاحب كتاب شمس المعارف الكبرى ويزعمون أن المؤثر في حوادث العالم هو قوى النفس أو الحركات الفلكية أو القوى الطبيعية .
ويصفون الملائكة الذين ذكرهم الله بأنهم العقول العشرة والنفوس الفلكية ويقولون أن العقل الأول هو المبدع لكل ما سوى الله ويقولون أن الفلك العاشر هو المبدع لما تحت القمر ويعبرون أحيانا عنه بالحقيقة المحمدية ويقولون أن كل ما في الكون خلق من نور محمد ويستدلون على ذلك بأحاديث موضوعة [3]
لذا تراهم ينشدون في حضرات الرقص الصوفي بقولهم عن النبي – عليه السلام يقولون: أنت نسخت الأكوان فيك صورة الرحمن وسوف أوضح ذلك لاحقا بإذن الله في فصل الحقيقة المحمدية عند الصوفية ، والمقصود هنا في هذا الباب ذكر سحر السيمياء والطلسمات و عبادة الكواكب عند سحرة الصوفية واستغلالها على أنها من الكرامات وسوف تتضح الصور بشكل أكبر عند قراءة فصل وحدة الوجود بإذن الله تعالى .
سوف أذكر بعض النماذج التي يستخدمها الصوفية في عمل الخوارق السحرية لتضليل الناس وإظهار أنهم أولياء الله ولكني أحذر إخواني من الوقوع في مثل هذا الكفر فإن السحر كفر فلا تكفر فلا يجوز لأي إنسان أن يعمل به ولأن الشاذلية يستخدمونه ويلبسون به على الناس أنه من الكرامات رأيت أن أذكره هنا من باب النصح لأخواني وحتى تستبين سبيل المجرمين ، والله الهادي إلى سواء السبيل .
– المثال الأول : يقول العزالي في ( كتاب سر العالمين )[4]
قال العزالي : أما السحر فهو عمل وكلام تداولوه بينهم في أوقات معلومة وطوالع معروفة وطلسمات مضروبه فإذا أردت ان تولد طلسماً يصلح لما تريد فخذ من ثلاثة أحرف حرفاً فإذا اجتمعت لك في التأليف ثلاثة أحرف من تسعة فهو طلسم يصلح لما تريد فانظر في الإسطرلاب عند ساعة التأليف فهو يصلح لما دلت عليه الدقيقة من الساعة ومثال أ ب ت ث فتأخذ الجيم والتاء أليق عوضاً عن الجيم ج ح خ خذ الصاد ص ط ظ خذ العين فيصير عقرباً لتدور الحروف فضع صورتها على خاتم القمر في العقرب تكف خاصيتها عنك أذى النساء ترمي الخاتم في الماء فينفع سقياه الملسوع وتلقي به سوءاً بين من أردت وترش من مائه على سطح المبغض أو طريقه أو داره فإنه يستضر منك.
المثال الثاني : وقال: حتى تفرق بين جماعة فاسدة تخافهم تأخذ أفراداً من شعير حزام وتقول عليه أربع مرات :
ها طاش ما طاش هطاشه وألقينا بينهم العداوة والبغضاء إلى يوم القيامة وترميه من حيث لا يشعرون وتنظر ما يصنع الله . وقال العزالي : واعلم أن هذه من صناعة الاكسير هي صناعة ربانية لا يقدر عليها إلا الأبدال والرجال الأبطال الذين كشف الله الزيف عن عيون قلوبهم .
المثال الثالث وقال : من أراد أن لا ينظره ولا تراه العيون فليزع [5] الخروع [6] عند بدو زراعة القطن في رأس سنور أسود فإذا طلع يخيط عليه كيساً ويربيه حتى يجني القطن ثم يقطف العنقود كما هو بكيسه ويشقه حجره ويأخذ مرآة بيده ثم يقطف منه حبة حبة ويضعها في فمه وينظر صورته في المرآة فأي حبة لم يشاهد فيها نفسه عند المرآة فليمسك بها.
قلت: ولا يختلف كلامه هنا عن كلام البوني في كتاب ( شمس المعارف الكبرى ) ولا عن كلام ابن عربي في( الكبريت الأحمر ) ولا يختلف عن الدائرة الشاذلية أو الخاتم الشاذلي فإنهم أُشربوا من نحلة واحدة .
المثال الرابع :وقال العزالي: ولهم حشيشه تسمى بحشيشه الرأس يتبخر من أوراقها على اسم من تريد فيأتيك وإن لم يرد ولكن بشرط أن تقول هذه الكلمات على البخور تقول يا جامع يا جن اجمعوا وقدموا لاق لاق عاجلاً اشروثا اشروثا كبيا آل حبي ائتيا طوعاً أو كرهاً قالتا أتينا طائعين وليكن يوم أحد أو أربعاء [7] .
قلت: لاحظ كيف يستخدم السحرة البخور في تحضير الجن ويعوذون بهم ويعزمون عليهم ويستغيثون بهم و لا يرون الاستغاثة شركاً ويدعونهم من دون الله ويحسبون أنهم مهتدون .
وطبعاً هذا بعد عدة تمارين يتبعون بها خطوات الشيطان يقومون برياضات وصوم وخلوة وترديد عبارات الشرك في أوقات معلومة وكلما كان الكفر أعظم قدمت لهم الشياطين خدمات أكثر .
المثال الخامس : ثم قال العزالي في المقالة الثامنة عشرة في عزائم التسخير : تقف أول ساعة من يوم السبت مستقبل الغرب بثياب سوداء وزرق بأبخرة مذكورة مثل اللبان والحرمل وقشور الرمان والخردل البري ثم تقول في وقت سعيد من تثليث أو تسديس مناط إلى شرق فتقول: أيها السلطان الأعظم والملك العرمرم مالك الفلك التابعة له النجوم الخاسف المزلزل زحل أنت أشرف الكواكب وسيدها وقائدها ومؤيدها أسألك أن تعطيني وان تمنحني ما يصلح منك لي .
وذكر أيضاً: وتقول يوم الأحد عند طلوع الشمس وأنت مستقبل لها بهمة مصروفة إليها أيتها السيدة الرفيعة والملائكية المطيعة والمدبرة الكبيرة التي جادت بفيضها على الظلم فصارت أنواراً أسألك أن تعطيني ما يصلح منك لي……..
قلت : وهذا سحر الكواكب وهي إحدى أنواع السحر التي يستخدم السحرة بها عبادة الكواكب وهذا مبني على معتقد الفلاسفة الذين يرون أن للكواكب تأثيراً في حركات الأنفس وحوادث العالم.
وقبل أن أذكر نموذجاً آخر لبعض المتصوفة في الشعوذة أو الشعبذة أذكر هنا بعض أقسام السحر كما ذكرها ابن خلدون في المقدمة : وقال في حديثه عن علوم السحر والطلسمة : وكانت هذه العلوم في أهل بابل من السريانيين والكلدانيين وفي أهل مصر من القبط وغيرهم ، وكان لهم التأليف والآثار ولم يترجم لنا من كتبهم فيها إلا القليل مثل الفلاحة النبطية من أوضاع أهل بابل فأخذ الناس منها هذا العلم وتفننوا فيه ووضعت بعد ذلك الأوضاع مثل مصاحف الكواكب السبعة وكتاب طمطم الهندي في صور الدرج والكواكب وغيرها … ثم ظهر بالمشرق جابر بن حيان [8]
كبير السحرة في هذه الملة فتصفح كتب القوم واستخرج الصناعة وغاص في زبدتها واستخرجها ووضع فيها غيرها من التآليف وأكثر الكلام فيها وفي صناعة السيمياء [9] لأنها من توابعها لأن إحالة الأجسام النوعية من صورة إلى أخرى إنما يكون بالقوة النفسية لا بالصناعة العملية فهو من قبيل السحر كما نذكره في موضعه .
قلت : لاحظ أولا أن لغة السحر قديماً كانت بالسريانية وهذا هو السبب الذي يجعل الصوفية ومنهم الشاذلية يستخدمون الأسماء السريانية في أورادهم كما سأذكره في الحديث عن الدائرة الشاذلية إن شاء الله.
وكذلك جابر بن حيان كبير السحرة كان من الشيعة الذين هم أحفاد عبدالله بن سبأ اليهودي ، ومعروف أن اليهود يعلمون الناس السحر وذكرالله شأنهم في سورة البقرة في قوله :” واتبعوا ما تتلوا الشياطين على ملك سليمان ” [10] وما ظهر الصوفية الا بعد ظهور الشيعة فلولا التشيع ما ظهر التصوف.
وقال ابن خلدون رحمه الله في مقدمته : والنفوس الساحرة على مراتب ثلاث يأتي شرحها ، فأولها المؤثرة بالهمة فقط من غير آله ولا معين وهذا الذي تسميه الفلاسفة السحر ، والثاني بمعين من مزاج الأفلاك أو العناصر أو خواص الأعداد ويسمونه الطلسمات وهو أضعف مرتبة من الأول ، والثالث تأثير في القوى المتخيلة يعمد صاحب هذا التأثير إلى القوى المتخيلة فيتعرف فيها بنوع من التصرف ويلقي فيها أنواعاً من الخيالات والمحاكاة وضروباً مما يقصده من ذلك ثم ينزلها إلى الحس من الرائين بقوة نفسه المؤثرة فيه فينظر الراؤون كأنها في الخارج وليس هناك شيء من ذلك ويسمى هذا عند الفلاسفة الشعوذة أو الشعبذة.
قلت: والنوع الثاني الذي يستخدمه الشاذلية من استخدام الحروف المقطعة ويسمونه بأسرار الحروف وحساب الجمل لكل حرف وهو عندهم كما يزعمون بالعلم اللدني وكيفية حساب الجمل حسب الترتيب الأبجدي للحروف
أ ب ج د هـ و ز ح ط ي ك ل م ن …..
وحساب الجمل على التفصيل التالي : بأن يجعل مقابل كل حرف حسابه من الأعداد بخانة الآحاد ثم العشرات ثم المئات ثم الألوف
أ1 ب 2 ج3 د4 هـ 5 و 6 ز 7 ح 8 ط 9 ثم العشرات ي 10 ك 20 ل30 م40 ن50 ……. ثم مئات ثم ألوف وهكذا ، ويستخدمون حساب الجمل مع الأعداد في جداول ومربعات ودوائر ورموز سريانية مع مطالع الزهرة وعطارد ونحو ذلك من عبادة الكواكب يجعلونها في التمائم أو التولة أو من يريد أن يعطف أو يصرف بين اثنين أو تعلق في مهب الريح أو تدفن في مكان معين قرباناً للشياطين وعهداً وميثاقاً بين شيوخ الطرق والشياطين حتى يساعدوهم في إضلال الناس ويزعمون أن هذه أسرار حروف القرآن ويقولون على الله الكذب وهم يعلمون .
وقد جمعت مجموعة من سحر هؤلاء الدجاجلة عندما كنت اقرأ الرقية على بعض المرضى وكنت أطلب منهم أن يحضروا لي هذه التمائم فأحلها أمامهم قبل قراءة القرآن ووجدنا كثيراً من هذه الشعوذات على نفس طريقة السحرة أحدها لشيخ طريقة في اربد كتب فيها مجموعة من آيات القرآن بدون تنقيط ثم كتب آية الكرسي بعد أن فكك حروفها وكتب كل حرف على حدة وجمعها مع بعضها هكذا ا ل ل ه ل ا ا ل هـ ا ل ا هـ و …. .
وبعض التمائم من مشايخ الطرق في قرى جرش يكتبون القرآن بدون تنقيط ويجعلونه في تولة [11] أو تميمة ويكتبون كلمات غير مفهومة ويكتب مثلاً بعض الآيات ويكررها بدون تنقيط و يدعون الولاية والكرامة ويلبسون على الناس ويأكلون أموال الناس بالباطل ويشترون بآيات الله ثمناً قليلاً ويبيعون هذه التمائم بثمن بخس ويحسبون أنهم على شيء بل إنه لكثرة زبائنه نسخ هذه التمائم مئات النسخ بآلة التصوير وترك اسم المريض فراغاً وكلما جاءة مريض أو مسحور كتب اسمه واسم أمه على الورقة ثم يضمها ويضع عليها اللاصق ويبيعها بعشرة دنانير وما تكلفه فلساً فهكذا تعلم من الزهد وصفاء القلب والسمو بالروح كما يدعون والله حسيبه .
قال عليه الصلاة و السلام :” التمائم والتولة شرك ” [12]
وقال عليه الصلاة السلام ” من تعلق شيئا وكل إليه ” [13]
لذا كره السلف تعليق القرآن سداً للذريعة ، وغالباً ما يأمر مشايخ الطرق المريض ألا تفتح هذه التولة [14]
أو التميمة وأن ويحفظها في مكان مدة معلومة حتى يعالج المريض أو المسحور أو المصروع وحتى يخرج الجني من الجسد وليس الأمر كذلك بل تعليق التمائم من الشرك وإن أي أنسان يستطيع أن يحل السحر بقراءة الرقية الشرعية فإن السحر لا يفك بورقة تكتب ولا بتميمة تعلق وإني أقول لكل إنسان يريد أن يتعالج لو وضعت مصحفاً في جيبك هل يفك السحر إن فعلت ذلك ؟ فإن السحر لا يفك بمجرد وضع الآيات فكل بيوت المسلمين فيها مصاحف ومع ذلك لا يوثر ذلك في خروج الجني إلا بعد سماع الرقية والأدعية الشرعية المعروفة . فاحذر أخي المسلم من تلبيس الدجاجلة فقد كثروا في هذا الزمان لا كثّرهم الله ، لذا فإني أطلب من كل مسلم عنده من هذه الحجب ( التمائم ) أن يفتحها ويقرأ ما فيها ويعتصم بالله ويقرأ الآيات والأدعية المعروفة من الرقية الشرعية ولا يذهب لهؤلاء الدجاجلة ، ولعل المتصوفة كانوا من أهم أسباب انتشار السحرة والمشعوذين في بلاد المسلمين – ولا حول ولا قوة إلا بالله .
وهذا نموذج آخر لأحد السحرة وهو محمد حقي النازلي في كتابه خزينة الأسرار وهو أحد مشايخ الطرق الصوفية استخدم طلسماً برسم بعض الآيات من عبادة الكواكب والاستغاثة بالشياطين [15] وذكر آية ” الم تر إلى الملأ من بني اسرائيل…” ثم قال وعدد مجموع هذه الآيات ستة وخمسون ألفاً وخمسمائة وخمسة وتسعون على حساب الجمل) وفق صحيح بلا طرح وكسر.
ثم كتب : وبالحق أنزلناه وبالحق نزل على شكل مربع متقاطع ووضع استغاثة بالشياطين على الشكل
وكتب اسم احـد الشياطين بداخله وكتب اسم محمد وكتب في كل مربع رقماً ويجعل عــلى شكل حــجــاب ( تميمة ) والعجيب أنني وجدت بعض هذه الطلاسم في مواقع الانترنت الخاصة بالسحرة والمشعوذين ووجدت الدائرة الشاذلية أيضاً يستخدمها هؤلاء السحرة ويسمونها بالعلم الروحاني .
ذكر صاحب (كتاب المفاخر العلية في المآثر الشاذلية ) [16] فصل التوجيه بلا إله إلا الله فصل في بعض خواصها: 1- قال وأما وفقها ( أي حساب الجمل ) حسب الحروف مع استخدام هذا الوفق على أيام الأسبوع ورؤية الكواكب والقمر والشمس واستخدام بعض الطلاسم فيها .
قال: فمن كتبها على خاتم فضة في الساعة الأولى من يوم الجمعة انشرح صدره وانبسط فكره وتيسر أمره وزال همه وانجلى كربه ولا يقع عليه بصر أحد إلا أحبه ومن كتبه في جام بعده ومحاه وشربه على الفطور أحيا الله قلبه بنور الإيمان وفجر صدره أنواع العرفان .
412
419
414
7هـ
هـ هـ
413
416
411
418
قلت : لاحظ كيف يستخدمون حساب الجمل وعبادة الكواكب في كراماتهم المزعومة تزلفاً للشياطين .
قال: ومن كتب خاتما وتلا عليه عدده ووضعه تحت رأسه رأى ما أراده في منامه بشرط العزلة والطهارة
قال : ومن قالها عند قوة الشمس ضعف منها شيطان الباطن ومن قالها عند رؤية الهلال أمن من أسقام الأجسام ومن قالها بقصد التطلع إلى العلويات كشف له عن غيب ما قصده .
2- حزب النصر : طبعاً للشاذلية عدة أحزاب وأوراد فيها حق وباطل ومنها ضلال مبين مثل القول بوحدة الوجود وسوف أذكر ه في حينه إن شاء الله . ومن أوراد الشاذلية : الحزب الكبير ، حزب الآيات ، حزب الفتح المشهور بحزب البركات ، حزب النور ، حزب اللطيف ، حزب الخفاء ، حزب الطمس ، حزب النصر، حزب البر، حزب الكفاية ، حزب الشكوى ، حزب الدائرة ، حزب التوسل .
وهنا وفق أو حساب الجمل بعبارة حسبنا الله ونعم الوكيل توضع على شكل التميمة التالية :
147
154
149
148
153
146
150
152
151
خاتم الآية
حسبنا
الله
ونعم
الوكيل
الله
ونعم
الوكيل
حسبنا
ونعم
الوكيل
حسبنا
الله
الوكيل
حسبنا
الله
ونعم
عدد الآية
صورة أخرى لحزب الدائرة لتعلم من أين تأتي كرامات القوم قال صاحب المفاخر في شرح هذا الطلسم المطمطم : بسم الله الرحمن الرحيم ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم بك منك إليك أستغفرك وأتوب إليك …… مرج البحرين يلتقيان بينهما برزخ لا يبغيان الر كهيعص طس ق ن جبريل ميكائيل إسرافيل عزرائيل عليهم السلام أبو بكر عمر عثمان علي أبو الحسن الشاذلي – رضي الله عنهم والله اكبر سبعاً
إن نشأ ننزل عليهم من السماء آية فظلت أعناقهم لها خاضعين .
حكمت على نفس أعدائي الطا ( طهور)سبعاً
لا إله إلا الله باء ( سلام قولاً من رب رحيم )
قلقلت عقولهم بالقاف ( بدعق) سبعاً
سبحان الله سبعاً وأول الحديد إلى البصير حاء فتحت بها الاستحضار من الفتاح العليم محبة يا سلام سبعاً سلبت عن نفسي وأهلي ومالي وولدي جميع المضار صوره سبعاً الحمد لله سبعاً عين ملأت قلبي عزة ونوراً ( محببة سبعاً ) يا سلام سبعاً ســـــــــــين.
أسألك بالسناء الأعظم أن تعطيني مفتاح قلبي (سقاطيس) سبعاً والله سبعاً رب أعوذ بك من همزات الشياطين وأعوذ بك رب أن يحضرون أسألك حولا من حولك وقوة من قوتك وتأييدا من تأييدك حتى لا أرى غيرك ولا أشهد سواك ( سقاطيسم) سبعاً .
( أحون قاف أوم حم ها آمين )
محمد رسول الله إلى آخر السورة اللهم بحق محمد وجبريل وميكائيل وإسرافيل وعزرائيل والروح عليهم الصلاة والسلام وبحق أبي بكر الصديق وعمر الفاروق وعثمان بن عفان وعلي بن أبي طالب وأبي الحسن الشاذلي – رضي الله عنهم أسألك أن تقضي حاجتي ………. .
قلت : الحمد لله على نعمة الإسلام ونسأل الله العفو والعافية ونعوذ بالله من الكفر وأهله ، فهل يشك عاقل أن كلامهم السابق ليس كفرا وضلالا فماذا بعد الحق إلا الضلال ؟ .
وهذا ابن عباد يشرح هذا الطلسم المطنطن ويذكر بركة حمل هذه الزندقة فيقول: إن حاملها ما دامت على رأسه فهو مطمئن الفكر من كيد الأعداء ومن مكر كل ماكر وغدر كل غادر ممن يصول عليه ويغتاله …… فيكون له كالجيش الصريع والحصن المنيع .
وقال شهاب الدين عن والده أن هذه الدائرة فيها شعبة من اسم الله الأعظم [17]
قلت : وذكر كثيراً من الطامات وسوف أذكر بعضها بإيجاز قال:
1- هذه الدائرة تجلب المنافع وتدفع المضار وتجلب البركة والربح الوفير .
2- وقال من علقها على رأسه فإنه لا يموت .
قال ابن عباد: ومما شاهدته أنه كان لي أخ أدركته الوفاة وكانت الدائرة بخط والدي على رأسه فاشتد عليه النزع وطال عليه من بعد الظهر إلى قرب الفجر فأدركه الشيخ فأمر بنزع الدائرة عن رأسه فطلعت روحه لوقته ثم ذكر الآن شرح هذه الأسماء السريانية التي تعلموها من إبليس و أعوانه فقال ذكر لفظها لقضاء الحوائج وشرح قائلاً:
* طهور الاسم الأول الكامل في ذاته المنور لصفاته للدخول على الملوك كبر سبعاً
* بدعق الاسم الثاني بمعنى باقي الذي كل شيء به باق ذات الأقسام للدخول على العلماء والقضاة هلل الله سبعاً ثم قل باءثم اقرأ سلام قولاً من رب رحيم ثم قل قلقلت عقولهم بالقاف ثم اذكر الاسم سبعاً
* ( محبه) الاسم الثالث مبين الحكم وملقن المنن لاستجلاب الرزق .
* ( صورة ) الاسم الرابع لدفع المضار
* سقاطيس للفتح على القلب
* سقاطيم وهو “أن تقول يا الله بألف الوصل وهاء الرفع سبعاً ثم بعد ذلك ( أحون قاف أوم حم ها آمين ) وهذه هي شعبة من الاسم الأعظم إذا سأل به أعطى .
ثم قال شارح هذا الطلسم بعد أن ذكر عدد ذكر هذه الشركيات :ونتيجة الذكر بعد الاسم أن أئمة هذا الشأن قالوا إن الزيادة على العدد إسراف والنقص إخلال وموافقة العدد كمال .
فذكر أن تقول طهور سبعاً والاسم على الترتيب الأول 31 مره والمرة الأخيرة تكبر عشر عشراً ثم تعيد التسبيح والآية والحرف والاستفتاح ثمان مرات وبعضها 43 مرة وبعضها سبعاً فتقول سين أسألك بالسنا الأعظم 43 مرة ، سقاطيم سبعاً
ثم تقول في نهاية الدعاء يا من هو( أحون قاف أوم حم ها آمين ) [18]
قلت : إن هذه الشركيات هي سبب حضور الشياطين عند المتصوفة تعدهم وتمنيهم وما يعدهم الشيطان إلا غروراً وقد تعمل لهم بعض الخوارق مثل أن تحملهم في الهواء أو تحضر لهم بعض المفقودات وهم يتقربون لها بهذه الأوراد .
“هَلْ أُنَبِّئُكُمْ عَلَى مَنْ تَنَزَّلُ الشَّيَاطِينُ * تَنَزَّلُ عَلَى كُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ * يُلْقُونَ السَّمْعَ وَأَكْثَرُهُمْ كَاذِبُونَ “[19] .
نموذج سحري من كتاب” الجواهر اللماعة ” [20]
تقوم لله سبعة برياضة تامة وتقول : اللم إني أسألك يا لهيوش ويا طهيوش ويا يوش وفهليوش أسألك بحق هذه الأسماء والأسرار التي ألقيتها في قلب نبيك – صلى الله عليه وسلم وكسيته من جلال لطفك وهديته بطهارة قدس أن تسخر لي روحانية خدام اسمك اللطيف المبارك العلوية والسفلية يكونون عوناً لي على ما أريد اجب يا عبد اللطيف وشريف علمه الأعظم وذكر جلاله .
“واذكرن ما يتلى في بيوتكن من آيات الله والحكمة إن الله كان لطيفاً خبيرا”اقضوا حاجاتي وامتثلوا مرضاتي وأسعفوني بالطاعة لخدمة الله……. .
قلت : وهذا أيضاً من كتب أحد السحرة الذي لا يختلف عن السحر الموجود في الدائرة الشاذلية فانظر كيف اجتمع السحرة والشاذلية على طريقة واحدة بالاستغاثة بأسماء الشياطين والشرك برب العالمين .
– نموذج آخر كتاب ” شمس المعارف الكبرى ” للبوني.
يقول ابن خلدون في المقدمة /الفصل التاسع والعشرون علم أسرار الحروف: وهو المسمى لهذا العهد بالسيمياء نقل وضعه من الطلسمات إليه بالاصطلاح أهل التصرف من المتصوفة فاستعمل استعمال العام الخاص وحدث هذا العلم في الملة بعد صدر منها وعند ظهور الغلاة من المتصوفة وجنوحهم على كشف حجاب الحس وظهور الخوارق على أيديهم والتصرفات في عالم العناصر وتدوين الكتب والاصطلاحات ومزاعمهم في تنزل الوجود عن الواحد وترتيبه وزعموا أن الكمال الأسمائي [21]
مظاهره أرواح الأفلاك والكواكب وأن طبائع الحروف وأسرارها سارية في الأسماء فهي سارية في الأكوان على هذا النظام والأكوان من لدن الإبداع الأول تنتقل في أطواره وتعرب عن أسراره فحدث لذلك علم أسرار الحروف وهو تفريع علم السيمياء لا يتوقف على موضوعه ولا تحاط بالعدد مسائلة تعددت في تأليف البوني وابن عربي وغيرهما ممن اتبع آثارهما[22] وحاصله عندهم وثمرته تعرف النفوس الربانية في عالم الطبيعة بالأسماء الحسنى والكلمات الإلهية الناشئة عن الحروف المحيطة بالأسرار السارية في الأكوان.
قلت : أما البوني صاحب شمس المعارف الكبرى الذي هو من أشهر كتب السحر المنتشرة في العالم فقد نقل سند البوني في علم أسرار الحروف التي تدور على شيوخ الصوفية وقد ذكر النبهاني في كتابه كرامات الأولياء ترجمة أبي العباس المرسي: أحمد بن علي البوني من كبار المشايخ ذوي الأنوار والأسرار وممن أخذ عنه المرسي والمرسي هو شيخ الشاذلية بعد الشاذلي فهذه هي شيوخ الشاذلية تربوا على السحر والشعوذة وزعموا أنهم أولياء لله.
ولست بحاجة أن اذكر صوراً من أنواع السحر الموجودة في كتاب شمس المعارف الكبرى فإنه معروف لدى العوام أنه من كتب السحر والطلاسم ، والرسومات والمربعات والدوائر والحروف والأرقام الموجود فيه تشبه النماذج التي ذكرت من السحر الشاذلي كما في كتاب ” المفاخر العلية ” .
مثال آخر كتاب الكبريت الأحمر لابن عربي : هذا الكتاب غير كتاب الكبريت الأحمر للشعراني وقد ذكر فيه ابن عربي السيمياء وأسرار الحروف وفيه التغريم بالحروف و الطلاسم ووفق الحروف مع مربعات ودوائر ومثلثات واستغاثة بالشياطين كذلك .
فمثلاً ذكر خصائص حرف الهاء وقال إذا كتبت خمس هاءات ووضعت في نجمة وعلقت في رقبة مسجون فإنه يفك سجنه إلى غير ذلك من الخرافات .
ـ المدرسة الشاذلية الحديثة ـ إمامها أبو الحسن الشاذلي، للدكتور عبد الحليم محمود.
ـ دراسات في التصوف، إحسان إلهي ظهير، لاهور، باكستان 1409هـ.
ـ المذاهب الصوفية ومدارسها، عبد الحكيم عبد الغني قاسم، مكتبة مدبولي، القاهرة 1989م.
ـ التصوف في ميزان البحث والتحقيق، عبد القادر حبيب الله السندي، مكتبة ابن القيم، المدينة المنورة 1410هـ ـ 1990م.
ـ الطبقات الكبرى، للشعراني، مكتبة القاهرة 1390هـ.
ـ لطائف المنن، ابن عطاء الله الإسكندري، مطبعة حسان، القاهرة.
ـ من أعلام التصوف الإسلامي، طه عبد الباقي سرور، دار نهضة مصر.
ـ سير أعلام النبلاء، للإمام الذهبي، طـ. بيروت.
ـ جامع الرسائل، ابن تيمية، تحقيق د. محمد رشاد سالم، القاهرة 1389هـ/ 1969م.
ـ الاستقامة، ابن تيمية، تحقيق د.محمد رشاد سالم ط. جامعة الإمام 1403هـ/1983م.
ترليون شكر للأخت المصممة reem@ على تصميمها فواصل الموضوع
و ترليون شكر لأخي عبيدة على مساعدتي في ترتيب الموضوع
و مليون ترليو شكر لأخونا أبن القلعة لمساعدتي في إعطائي الكثير من المعلومات
فجزاهم الله خيرا
خاتمة
أخيرا أحمد الله تعالى على إنهاء هذا الموضوع كما أريد أن يتم نشر هذا الموضوع في كافة الأماكن ليعم الفائدة للجميع و أرجو كل أحد لديه معلومات أن يضفها في هذا الموضوع
فان وفقت فهو من الله وان اخطأت فهو مني ومن الشيطان الرجيم
==========
الانعام 129
استدلوا بذلك بحديث لا أصل له وهو: أن علياً رضي الله عنه سأل النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: (يا رسول الله دلنيعلى أقرب الطرق إلى الله، وأسهلها على عباده، وأفضلها عنده تعالى)، فقال النبي صلىالله عليه وسلم: “عليك بمداومة ذكر الله سراً وجهراً”، فقال علي: (كلُّ الناسذاكرون فخصَّني بشيء) ؛ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “أفضل ما قلته أناوالنبيون من قبلي: لا إله إلا الله، ولو أن السموات والأرضين في كفة ولا إله إلاالله في كفة لرجحت بهم، ولا تقوم القيامة وعلى وجه الأرض من يقول: لا إله إلاالله”، ثم قال علي: (فكيف أذكر ؟ قال النبي صلى الله عليه وسلم: “غمِّض عينكواسمع مني لا إله إلا الله ثلاث مرات، ثم قلها ثلاثاً وأنا أسمع، ثم فعل ذلك برفعالصوت”
مثل حديث لولاك ما خلقت الأفلاك ولا الأملاك وكذلك حديث” إن الله تعالى خلق روح النبي صلى الله عليه وسلم من ذاته وخلق العالم بأسره من روح محمد صلى الله عليه وسلم ” وحديث ” لولاك ما خلقت الجنة ، ولولاك ما خلقت النار”
(ذكر نسبة الكتاب له الذهبي في سير أعلام النبلاء 19/328) : وقال عنه : وما أدري ما عذره في هذا والظاهر أنه رجع عنه وتبع الحق فإن الرجل من بحور العلم والله اعلم وذكر نسبة الكتاب للغزالي في تاريخ الإسلام 1/3436 .
[5] في لسان العرب ( وزع ) الوَزْعُ كَفُّ النفْسِ عن هَواها وزَعَه وبه يَزَعُ ويَزِعُ وزْعاً كفَّه فاتَّزَعَ هو أَي كَفَّ وكذلك وزِعْتُه والوازِعُ في الحرْبِ المُوَكَّلُ بالصُّفُوفِ يَزَعُ من تقدَّم منهم بغير أَمره ويقال وزَعْتُ الجَيْشَ إِذا حَبَسْتَ أَوَّلَهم على آخرهم وفي الحديث أَن إِبليس رأَى جبريلَ عليه السلام يوم بَدْرٍ يَزَعُ الملائكةَ أَي يُرتِّبُهم ويُسَوِّيهِم ويَصُفُّهم للحربِ فكأَنه يَكُفُّهم عن التفَرُّقِ والانْتِشارِ .
في لسان العرب الخِرْوَع وهي شجرة تَحْمل حَبًّا كأَنه بيضُ العصافِير يسمى السِّمْسم الهندي مشتق من التَّخرُّعِ وقيل الخِرْوَعُ كل نبات قَصيفٍ رَيّانَ من شجر أَو عُشْب .
قوله ولهم حشيشية لا يعني أنه يذمهم بل يثني عليهم كما قال آنفاً واعلم أن هذه من صناعة الاكسير هي صناعة ربانية لا يقدر عليها إلا الأبدال والرجال الأبطال الذين كشف الله الزيف عن عيون قلوبهم
جابر بن حيان شيعي تالف تزعم السحرة في عصره .
السيمياء أو الكيمياء بمعنى واحد إحدى أنواع السحر قال كبيرهم الشاذلي أنه كان يتعامل بها في بداية أمره قبل ولايته كما يزعمون راجع ص 5 ، 6،7
البقرة 102
التولة شيء يصنعونه يزعمون أنه يحبب المرأة إلى زوجها والزوج إلى امرأته
أخرجه أحمد وابو داود
الترمذي وأحمد
العامة عندنا يسمونه الحجاب والتمائم ما يعلق من ورق وخرز أزرق ونحو ذلك لرد الضر من العين أو لجلب منفعة وكلها شرك
خزينة الاسرار ص75
(كتاب المفاخر العلية في المآثر الشاذلية ص 208 )
( المفاخر العلية في المآثر الشاذلية ص 270)
[18]
المفاخر العلية في المآثر الشاذلية…. ص 274
الشعراء222 ، 223
” الجواهر اللماعة ” لعلي الرزوقي ص 45
الكمال الأسمائي أو التجلي الأسمائي عند القوم هو ظهور الله سبحانه في المخلوقات بحسب استعدادها فيظهر في الكلب بصورة الكلب وفي الانسان بصورة الانسان وفي الفلك بصورة الفلك ( سبحانه وتعالى عما يصفون )
مثل الشاذلي وأتباعه