الجزء الثالث عشر: سلسلة علو الهمة…علو الهمة في الصبر
ملاحظة هامة: إخواني الكرام هذا الموضوع ليس مني بل من صديقي العزيز أبو عبد الله { رحمه الله} الذي وافته المنية يوم أمس أي يوم الجمعة بتاريخ: 20/4/2012 لذا أتمنى منكم بأن تدعو له بالمغرة و أن يصبر أهله و أن تنشرو هذا الموضوع في كل المنتديات التي تعرفونها ليكون صدقة جارية له بإذن الله تعالى و ينتفع بها المؤمنون و المسلمون في كل بقاع الأرض
للعلم لديه مواضيع كثيرة سأقوم بنشرها قريبا
تحية طيبة أيها الأحبة..
في هذا الوقت بالذات، وأمام ما تشهده الأمة من جراح دامية
لعلنا جميعا أحوج ما نكون لهذا الجزء
عسى أن نستطيع أن نواسي أنفسنا بما نقرأ، فنستطيع تحمل ما نراه كل يوم من سفك دماء إخوة لنا
أسأل الله أن يفرج همّ هذه الأمة، ويفرحنا بانتصارات تثلج صدورنا، وتشفي غليلنا
وحسبنا الله ونعم الوكيل في كل من طغى وتجبر
ألف سنة إلا خمسين عاما ً !
نوح عليه السلام صبر على الدعوة ألف سنة إلا خمسين عاماً، يُوقف أنفاسه على الدعوة إلى الله، في أطول صبر عرفه تاريخ البشرية.
خليل الرحمن!
قال ابن عباس: ما قام أحد بدين الله كله إلا ابراهيم عليه السلام، قدّم بدنه للنيران، وطعامه للضيفان، وولده للقربان.
رغم البلاء.. أحدٌ، أحدٌ !
عن زر عن عبدالله قال: أول من أظهر إسلامه سبعة: رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأبو بكر، وعمار وأمه سمية، وبلال، وصهيب، والمقداد، فأما النبي وأبو بكر، فمنعهما الله بقومهما، وأما سائرهم فأخذهم المشركون، فألبسوهم أدراع الحديد وصهروهم في الشمس، فما منهم أحد إلا وأتاهم على ما أرادوا إلا بلال، فإنه هانت عليه نفسه وهان على قومه، فأعطوه الولدان فجعلوا يطوفون به شعاب مكة وهو يقول أحد أحد.
بتر رجل، وصبر عابد!
قال ابن القيم عن عروة بن الزبير: لما أرادوا قطع رجله قالوا له: لو سقيناك شيئاَ كي لا تشعر بالوجع. فقال: إنما ابتلاني الله ليرى صبري، أفأعارض أمره؟
فداءٌ للرسول!
قطعت قريش لحم خبيب، ثم حملوه إلى الجذع ليُصلب، فقالوا: أتحب أن محمدا مكانك؟ فقال: والله ما أحب أني في أهلي وولدي، وأن محمدا شيك بشوكة، ثم نادى: وامحمّداه.
عمىً أربعين عاماً، دون شكوى!
قال مغيرة: ذهبت عين الأحنف، فقال: ذهبت أربعين سنة ما شكوتها إلى أحد.
حياة الصابرين!
الإمام إبراهيم الحربي رحمه الله قال: قميصي أنظف قميص، وإزاري أوسخ إزار، ما حدثت نفسي أنهما يستويان قط، وفرد عقبي (نعلي) صحيح والآخر مقطوع، ولا أحدث نفسي أن أصلحهما، ولا شكوت إلى أهلي وأقاربي حمى أجدها، لا يغم الرجل نفسه وعياله، ولي عشر سنين أبصر بفرد عين، ما أخبرت به أحدا، وأفنيت من عمري ثلاثين سنة برغيفين، إن جاءتني بهما أمي أو أختي، وإلا بقيت جائعاً إلى الليلة الثانية، وأفنيت ثلاثين سنة برغيف في اليوم والليلة، إن جاءتني امرأتي أو بناتي به، وإلا بقيت جائعاً، والآن أنا آكل رغيف وأربعة عشر تمرة، وقام إفطاري في رمضان هذا بدرهم ودانقين ونصف.
صبرٌ حتى حان الأجل!
قال الذهبي في السير: إن أبا قلابة ممن ابتلي في بدنه ودينه، أ ُريد على القضاء فهرب إلى الشام، فمات بعريض مصر سنة أربع، وقد ذهبت يداه ورجلاه وبصره، وهو مع ذلك حامد.
ضحكة رضا!
زوجة فتح الموصلي انقطعت اصبعها، فضحكت، فقال لها بعض من معها: أتضحكين وقد انقطع اصبعك؟! فقالت: أخاطبك على قدر عقلك، حلاوة أجرها أنستني مرارة قطعها.
رأس مقطوع يتشهد!
أحمد بن نصر الخزاعي حُمل إلى سامرا مقيدا، وجلس الواثق له، وقال لأحمد: دع ما أخذت له، ما تقول في القرآن؟ قال: كلام الله. قال: أفمخلوق هو؟ قال: كلام الله. قال فترى ربك يوم القيامة؟ قال: كذا جاءت الرواية. قال: ويحك! يُرى كما يُرى المحدود المتجسم، ويحويه مكان ويحاصره ناظر؟ أنا كفرت بمن هذه صفته، ما تقولون فيه؟ فقال قاضي الجانب الغربي: هو حلال الدم. ووافقه فقهاء، فأظهر أحمد بن أبي دؤاد أنه كاره لقتله، وقال: شيخ مختل، تغير عقله يؤخر, قال الواثق: ما أراه إلا مؤذيا لكفره قائما بما يعتقده، ودعا بالصمصامة، وقام. وقال: أحتسب خطاي إلى هذا الكافر. فضرب عنقه. قال جعفر بن محمد الصائغ: رأيت أحمد بن نصر حين قتل، قال رأسه لا إله إلا الله.
كلمة حق رغم البلاء!
قال أبو بكر المروزي: لما سُجن أحمد بن حنبل، جاء السجان فقال له: يا أبا عبدالله ، الحديث الذي رُوي في الظـّـلمة وأعوانهم، صحيح؟ قال: نعم. قال السجان: فأنا من أعوان الظلمة؟ قال أحمد: فأعوان الظلمة من يأخذ شعرك، ويغسل ثوبك، ويصلح طعامك، ويبيع ويشتري منك، فأما أنت فمن أنفسهم.
استبشار رغم فقد الولد!
أُصيب مطرف بن عبدالله في ابن له ، فأتاه قوم يعزونه، فخرج إليهم أحسن ما كان بشرا، ثم قال: إني لأستحيي من الله أن أتضعضع لمصيبة.
همسة،،
.
الطريق طويل
تعب فيه آدم،وناح فيه نوح، وألقي في النار ابراهيم، واضطجع للذبح اسماعيل..
شـُق بالمنشار زكريا، وذُبح السيد الحصور يحي، عاش مع الوحوش عيسى، قاسى الضر أيوب، زاد على المقدار في البكاء داود…
اُتهم بالسحر والجنون محمد، كُسرت رباعيته وشُج رأسه..
قـُتل ذو النورين وعلي، وطُعن عمر، وقـُتل الحسين، وسعيد ابن جبير، وعُذب المسيب ومالك
فهلا اقتفينا آثار صبرهم؟
على قدر أهل العزم تأتي العزائم … وتأتي على قدر الكرام المكارم
ويكبر في عين الصغير صغيرهـــا … وتصغر في عين العظيم العظائم
سؤال الجزء السابق:
من هو الزاهد الذي كان يصلي هو وبناته بثوب واحد؟
كتاب ” صلاح الأمة في علو الهمة “
تصميم الفواصل: اللؤلؤة، جزاها الله خيرا
……………………………….
لا تنسوا الدعاء لإخوانكم في سوريا وفي كل مكان